تدوينات

العزة وتوحيد الكلمة

إحياء ذكريات المآسي عند الانتصارات، واستدعاءها من التاريخ كأنها وقعت بالأمس وإثارتها مشاعر من لم يحضرها؛ سببه فطرة بُغض الظلم وكُره الظالمين.. وهذا يدُلّك على أن مراغمة المجرمين وكسر شوكتهم؛ أول خطوة في إصلاح الناس والأخذ بيدها للخير.. انظر كيف ربط القرآن بين القوة وصلاح الناس حين قال: "إذا جاء...

قراءة المزيد

“الإسلام” والألم والعزة

نتقلب بين عزة وألم، وفخر وأسى.. في شدة البلاء يأبى الله إلا أن يُطيب قلوبنا بهذه العزة.. لا يوجد محرك تستشعر معه الألم والعزة في آنٍ واحد سوى "الإسلام"! لن تجد بنية تتعامل مع النفس، وتشعر بما يحصل في دواخلها من أهوال، وقادرة على أن تداوي ما فيها من احتراقٍ وتمزقات؛ مثل "الدين".. الثقة في الله...

قراءة المزيد

عن تدبير الله

من ضعف الإيمان ألا تُشاهد تدبير الله في تدبير البشر، وأن يُذهلك الواقع عن أن الله عز وجل إذا أراد شيئًا هيّأ له أسبابه، وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، قدره نافذ في الأسباب والمُسبِّبات، وتدبيرَ الناس لا يغلبُ تدبيره، وما غلب عُسرٌ يُسرين.. فإن وافقَت مُشاهدةُ قلبك مَشاهد الواقع؛ فنعمَ هي قراءة...

قراءة المزيد

منة الله على الوارثين

مشاهد تمكين إخواننا السوريين؛ مبُهجة للغاية.. ما أصدق قول الله تعالى: "ونُريدُ أن نمُنَّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهُم الوارثين"! تعبير "الوارثين" تعبير مدهش.. لأن منَّة الله تعالى عليهم بتمكينهم ممن استضعفهم قريبة الوقوع.. فإرادة المنَّ عليهم ملازمة لاستضعافهم! تضيق بهم...

قراءة المزيد

عن “الفود بلوجرز”

سبحان الله، كلما تأملت استعراضات الأكل وكيف تحولت لمهنة، تلك التي يسمونها "فود بلوجر".. تصورت أكثر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ إلا على حُثالة الناس".. الشُراح يقولون: "الحُثالة: الرديء من الشيء"! إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل "النهم" في الأكل؛ مظهرًا من مظاهر الكفر،...

قراءة المزيد

بين الرضا بالأقدار والرضا بالنفس

سر من أسرار التوفيق في القول والعمل؛ التفرقة بين الرضا بالأقدار، والرضا عن النفس! من دقائق الشريعة المهمة في حياة المؤمن أنها لا تجعل الرضا كله واحدًا، بل توجب الرضا بالأقدار وتذم الرضا عن النفس، ومن فرق بينهما زال عن قلبه كل إشكال وحيرة.. فالرضا بالأقدار يوجب التسليم، وعدم الرضا عن النفس يوجب...

قراءة المزيد

“ونسوا حظًا مما ذُكِّروا به”

"ونسوا حظًّا مما ذُكِّروا به".. هذه كانت علامة هلاك من هلك منهم، فمن قلة مبالاتهم بدين الله؛ تركوه تركَ الناسي! لا تتصور أنك تُنكر المُنكر لأجل من تُنكر عليه، المؤمن يُنكر أول ما يُنكر لنجاة نفسه ثم نجاة الآخرين.. فإن لم ينج الآخرين؛ نجا بنفسه.. في الحديث: "تُعرضُ الفتنُ على القلوبِ كالحصير عودًا...

قراءة المزيد

حول تقليب القلوب

قديمًا كنت أستغرب من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُكثرُ أن يقول: "يا مُقلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينكَ"! فهذا النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن أُمته أهل الإيمان والفطرة! مع الوقت، عرفت أن الثبات محض رحمة.. ليس أسهل على الله تعالى من أن يُقلِّب القلوب إذا تقلبت الجوارح،...

قراءة المزيد

زمان ترسيخ الإيمان

هذا زمان ترسيخ الإيمان وتجديد العهد مع الله، والله.. حين تتأمل تخصيص الحجاز أو أرض العرب، بكثير من علامات الساعة؛ لن تستغرب ما يحصل فيها الآن! تطاول الحُفاة، وخراب يثرب، وبعج مكة كظائم، وظهور فتن نجد، وعودتها مروجًا وأنهارًا، وعبادة اللات والعُزّى... بل قيل إن كل حديث في علامات الساعة أصله أن يقع...

قراءة المزيد

“لا يستطيعون توصية”

من أكثر الآيات رعبًا في القرآن، قول الله تعالى: "فلا يستطيعون تَوصيةً ولا إلى أهلِهِم يرجِعون".. وسر إخافتها في قوله: "فلا يستطيعون تَوصيةً" لأن التوصية تصح بالكلمة والإشارة، ولا يوجد ما هو أسرعُ منها، ومع ذلك لا يملكونها.. يُريدونها لكن لا يقدرون عليها! مجرد كلمة أو إشارة يعهدون بها إلى أحبابهم...

قراءة المزيد

لا يُسْلِمُه

"المُسلم أخو المُسلم لا يُسْلِمُه" "لا يُسْلِمُه" هنا ليس بمعنى الظلم أو الخذلان، فهذه ألفاظ تكررت في الحديث، فلا مغزى من إعادة ذكرها! لكن "لا يُسْلِمُه" أي لا يُوقع به في الشر، فيكون عونًا عليه لا عونًا له، بلاءً عليه لا عافيةً...

قراءة المزيد

تخذيل لا خذلان

في زمن الضعف الذي نحن فيه.. من البرّ وحُسن الإيمان أن تتبين الخط الفاصل بين "لا يضرُّهم من خَذَلهم"، وبين شرعنة الاستكانة وتبرير الترك! الذي قال: "لا يضرُّهم من خَذَلهم" هو الذي قال: "خذِّل عنَّا ما استطعت"! الإيمان سعي، تخذيل لا خُذلان، وإعانة لا إعراض.. لولا الأنصار ما كانت الهجرة، ولولا المدينة...

قراءة المزيد

عن التواضع للناس والعلم

من القناعات التي لم تُخيِّب الأيام ظني فيها.. أن ما من كِبرٍ إلا يعقبه ذُلٌّ وفضيحة، وما من غَمْطٍ لأقدار الناس إلا يعقبه حطٌّ ومقتٌ بينهم! ولاحِظ كيف أن المتكبرين من هوانهم على الله عز وجل يحشرهم على هيئة الذَّرّ يلحقهم الصَّغار ويطؤُهم الناس بأقدامهم! الكبر أصل العصيان كله، "ما دخل في القلب شيءٌ...

قراءة المزيد

“فإن لله العزة جميعًا”

من جماليات الإسلام، أن يجعلك مستصحبًا دائمًا لشعور "العِزّة"، مهما كان حالك من ضعف وهوان.. فلا يُمكن معه أن تشعر بخِزي أو دونية ما كالتي يشعر بها "القومجي" إذا أساءت بلده! ولاحظ كيف أن القرآن لما أراد أن يرد على غير المؤمنين اعتزازهم ببعضهم، قال: "فإنَّ العِزَّةَ لله جميعًا"، أي مصدر العِزّة الله،...

قراءة المزيد

لا يضرهم من خذلهم

معنى "لا يضُرهُم من خَذَلَهُم ولا من خالَفهُم"، ليس أنه لا يلحقهم الأذى ماديًّا أو نفسيًّا، لكن المعنى أن من اعتصم بالله؛ لا تنكسر شوكته أبدًا مهما تخلى عنه الناس! وهذا المعنى يصدق فيمن ثبَت على الثغر، ومن ثبَّت الله به من ثبَت على...

قراءة المزيد

توحيد النبي للأمة

سبحان الله، حين تتأمل أحوال الناس في الخيانة والنفاق والفتنة والفُرقة وتحوّلهم إثر ثبات وتقلُّبهم بعد استقامة.. تعرف جيدًا بعض عظمة النبي صلى الله عليه وسلم، وقوة عزمه في جمع الأُمة وتأليف قلوبها على كلمة واحدة؟! لك أن تتخيل كيف جعلها بعد تمنُّعها؛ موَّحِّدة! وبعد تشرذمها؛ عزيزة! كيف روضها وأدّبها...

قراءة المزيد

عن الخيانة

من الآيات العجيبة، التي تجمع بين أمر ووعيد وبشارة.. قول الله تعالى: "ولا تُجادل عن الذين يخْتانون أنْفُسهم إن اللهَ لا يُحبُّ من كان خوَّانًا أثيمًا"! فمن قُبح "الخيانة" أنها الخُلق الذميم الوحيد الذي صرّح القرآن بألا يُتهاون فيه ويُدافع عن فاعله. أما الوعيد والبشارة، ففي قوله عز وجل: "إن اللهَ لا...

قراءة المزيد

عن النية

من الحصون التي يعتصم بها المؤمن كلما تملّكه الشعور بالعجز؛ "النية".. نية الشهادة والمُراغمة والمُغالبة ومُصابرة الضعف، نية التجلّد عند المشقة وتحمُّل المكارِه والثبات حين يشتد البلاء.. لذلك قيل: "رُبَّ عملٍ صغير تُعظّمه النية"، وكانوا قديمًا يعتبرون النية إعدادًا يدخلُ في جُملة "وأعدوا لهم".. لو...

قراءة المزيد

“أثقالًا مع أثقالهم”

لا أعتقد أن آية في كتاب الله أكثر رعبًا من قوله تعالى: "وليحملُنَّ أثقالهم وأثقالًا مع أثقالِهم"! تخيّل.. تأتي يوم القيامة فتجد ذنوبًا فوق الذنوب، وحِملًا يعلو الأحمال! هذه قصة حَمل التَّبِعات، عاقبة الحض والتأييد والتزيين والإغراء والاستخفاف بالمظالم.. قال البقاعي: "كُلّ من أسْلَكَ أحدًا طريقًا؛...

قراءة المزيد

“أذلة على المؤمنين”

الطبيعي في هذه الأيام أن تكون مكسورًا لإخوانك "أذِلَّةٍ على المؤمنين"، لا أن تكون على عادتك وانبساطك في الأمور، فتترك الترف الذي اعتدتَه ما استطعت.. للموت هيبة، والمؤمنون "مثل الجسدِ الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تدَاعَى له سائِرُ الجسدِ بالسَّهرِ والْحُمَّى"! فمن مراعاة شعور إخوانك أن تستشعر ما هم...

قراءة المزيد

بين الإيمانيات والعقلانيات

من خصائص القرآن المُبهرة، التي تلفت الأحداث انتباهنا لها يومًا بعد يوم: الكشف عن نفسيات الناس مع الأقدار الكُبرى! خُذ مثلًا نموذج "العقلاني".. تجد القرآن يُخبرك أشياء عن هذه النوعية من الناس ومنطق تفكيرها، فيقول: "لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قُتلوا".. "لو أطاعُونا ما قُتلوا".. "وقالوا لا تنْفروا...

قراءة المزيد

بين اليقظة والغفلة

قديمًا قيل: "لا نومَ أثْقلُ من الغَفلَة"! اليقظة أجلّ النعم، على قدر تفاوت الناس فيها تكون مراتبهم وتكون مصائرهم ويكون حسابهم.. إذا لم تُعلّم ولدكَ إلا خصلة واحدة فعلّمه "اليقظة"، فأول العمل: اليقظة.. قال الطاهر بن عاشور: "الغفلة: عدم الشعور بما يحِقُّ الشعور به"! وانظر كيف أن القرآن عبر عن...

قراءة المزيد

حسن الظن بالله

حُسن الظن بالله أن تأخذ بأسبابه وتثق في أقداره، لا أن توجب على الله عز وجل ما لم يأذن به.. فتسخط إذا طال البلاء أو اشتد، وتندم على موقف الحق إذا تأخر الفَرَج! حُسن الظن: الطمأنينة إلى تقدير الله عز وجل إذا ساءت الأقدار، والثقة في توفيقه عند غياب مشاهد التوفيق.. لذلك لا ينقطع مع حُسن الظن؛ عمل، قال...

قراءة المزيد

جاهدوا المنافقين

لما بيَّن الله تعالى حال المنافقين وكيف أنهم يتربصون بالمؤمنين الضعف ليُظهروا ما هو كامن حقيقةً في صدورهم "ومن الأعرابِ من يتخذُ ما يُنفقُ مَغْرمًا ويتربصُ بكُم الدوائرَ".. ‏بَشَّر المؤمنين بما هو في حكم الاستهزاء والوعيد بالمنافقين بقوله: "عليهم دائرةُ السَّوءِ".. فجعل وعيدهم "دائرةُ السَّوءِ" من...

قراءة المزيد

إغاظة الأعداء

مِن استعمال الله عز وجل للمؤمن أن "يغيظَ" به أعداءه! "ليغيظَ بهِم"، هذه من العبوديات المنسية.. فكلُ ثباتٍ للمؤمن وكل قوةٍ وكل عزمٍ وصبرٍ وانفعالٍ لدينه وأوليائه، بل كلُ ما يتركه من سيرةٍ وأثر = مراغمةٌ لعدوه! وانظر كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم من الصفة الذميمة؛ خلقٌ كريم وعبادة لله عز وجل، حين...

قراءة المزيد

درس “صاحب الأريكتين”

لو أن درسًا واحدًا نتعلمه من حياة "يحيى صاحب الأريكتين" تقبله الله، فسيكون: إذا طلبنا العزّة؛ التمسنا أبلغ مراتبها، وإذا أردْنا الكرامة أردْناها لأُمة، ولم نجعل من أحدٍ حُجّةً علينا أمام الله، بل نحن الحُجّة التي أقامها على خلقه! المؤمن إذا صحَّ إيمانه بالله لم يكن عاديًا، ولا متوقَعًا، لا في...

قراءة المزيد

سيجعل لهم الرحمن وُدًّا

"إنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ سيجعلُ لهُمُ الرحمنُ وُدًّا" يقول البقاعي: "أي حُبًّا عظيمًا في قلوب العباد، من غيرِ تودُّدٍ منهم ولا تَعرضٍ للأسباب التي تَكسبُ بها الناس موّدات القلوب من قرابة أو صداقة أو اصطناع غيره"! لهذا ترق قلوبنا لمن مات من المؤمنين والعاملين الصادقين، فهذا من جملة الرحمة...

قراءة المزيد

لا يضرهم من خذلهم

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزالُ اللهُ يغرسُ في هذا الدين غرسًا يستعملُهُم في طاعته" استدل ابن القيم وغيره بهذا الحديث على أن خيرية الأُمة لا تنقطع. لكن المعنى الأبلغ الذي تُفيده لفظة "يغرس"؛ أن الله عز وجل يتعهد من يستعمله وما استعمله فيه من إقامة شرعه ونصر دينه، فما من "غرسٍ" يكون الله عز...

قراءة المزيد

هل الشهيد ميت؟

لاحظ أن القرآن لم ينه عن تسمية الشهيد؛ ميِّتًا فقط "ولا تقولوا لِمن يُقتَل في سبيل الله أمواتٌ".. بل حتى نهى عن اعتقاده ميِّتًا "ولا تَحسَبنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء"، وتأكيدًا لذلك أخبر أنهم يُرزقون ويستبشرون ويفرحون ولا يَحْزَنون! ومنه كان الأمر بألا يُغَسَّل كما تُغَسَّل...

قراءة المزيد

عن الدعاء

ليس معنى العجز عن الأسباب غير المقدور عليها؛ تعطيل الأسباب المقدور عليها، مثل الاستخفاف بـ "الدعاء" عند العجز عن الجهاد.. فالدعاء من جُملة الأسباب المُقدّرة، ومُيسر الأسباب واحد ومُسيّرها واحد، الذي يُعطلها الله والذي يُجريها الله.. قال ابن تيمية: "والدعاء من الأسباب التي يُنال بها هُداه ونصره...

قراءة المزيد

إن مع العسر يسرًا

من قوانين الفرَج.. أنه يبدأ ويسير إلى جانب الكَرب، وكذلك اليُسر يكون إلى جانب العُسر، لكن أكثر الناس لا تنتبه لهما حتى يرتفع الكرب ويزول العُسر! ولذلك حين عبر القرآن عن ذلك قال: "إن مع العُسر يُسرا" وكرر التنبيه على المجاورة مرتين!.. وكذلك قال الصادق المصدوق عن مجاورة النصر للصبر والفرج للكرب:...

قراءة المزيد

إِلْف العزة

من أخص ما يُرسخه هذا الدين في النفس: "إلف العِزّة"! قال تعالى: "وذكِّرهم بأيامِ الله".. قيل في تفسيرها: "أيام ظهور بطشه وتأييد المؤمنين على عدوهم، فإن ذلك مظهرٌ من مظاهر عزةِ الله تعالى".. ثم قال: "إن في ذلكَ لآياتٍ لكلِّ صبارٍ شكور".. قال البقاعي: "الذي صبَّرهُ اللهُ في الله ولله وبالله، عظيمِ...

قراءة المزيد

الاستطاعة بالله

من النعم الخفية التي لا يُنتبه لها على جلالها؛ "الاستطاعة".. قال ابن القيم: "العبدُ لا يملكُ قبل عمله استطاعة، فاستطاعته بيد الله لا بيده"، إن شاء منعها فصار عاجزًا! وهو سر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضًا: "اللهم اشفِ عبدك؛ يشهدُ لك صلاةً وَيَنْكَأُ لك عدوًا".. أي اعطه الاستطاعة يا...

قراءة المزيد

ما لم يعجل

مُراد النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: "يُستجابُ لأحدِكُم ما لم يَعجل"؛ تعلق العبد بالدعاء حتى يصير عبادة على هيئة العادة، لا أن ييأس ويمل ويقول: "دعَوْتُ فلم يُستَجَب لي".. لأن الغاية استخراج افتقار العبد وغَمْر النفس بالعبودية.. لذلك كان أوجب مواطن الدعاء وقت الفاقة.. قيل قديمًا: "خيرُ الدعاء...

قراءة المزيد

الهداية بقدر البذل

من قواعد هذا الدين أن الهداية فيه بقدر البذل له.. لذلك في قول الله تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنَهْديَنَّهم سُبُلَنا" قال أبو علي الدقاق شيخ القُشيري: "حركات الظواهر توجب بركات السرائر"! فمن ترك ما يقدر عليه من العمل لله تعالى وللمؤمنين؛ فاتَهُ من الهُدى بحسب ما فوَّت من...

قراءة المزيد

أليس الله بكافٍ عبده

لن تجد بداية ناسبت ما بعدها أبلغ من قول الله عز وجلّ: "أليسَ اللهُ بكافٍ عبدَهُ"، ماذا قال تعالى بعدها؟ قال: "ويُخوّفونَكَ بالذين من دونِه" كأنه يقول: إذا كُنتُ أُغنيكَ عن أن تحتاج إلى غيري؛ فكيف تخاف من غيري! والمراد؛ يُخوّفونَكَ، لكن الله كافيك! من قواعد هذا الدين الجليلة أن الفرج، والعون،...

قراءة المزيد

فتن كقطع الليل

في حديث: "إن بين يدَي الساعة فتنًا كقِطع الليل المُظْلِم.." في رواية أبي موسي رضي الله عنه قال: "تدعُ الحليمَ حيرَانًا" لو أن قولًا واحدًا جامعًا في ترهيب المؤمن من "الفتنة" والجُرأة عليها؛ لكان هذا الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم.. بعض الناس يتصور أن معنى "الحيرة" هنا، التردد بين أمرين، حق وباطل...

قراءة المزيد

“يدبر الأمر”

في القرآن تعبيرات بليغة عجيبة، على قِصرها لكنها تأسر النفس وتَملِك القلوب، منها قول الله عز وجل: "يُدبِّرُ الأمر"! تكون أشدّ ما تكون ألمًا بسبب تسلط المجرمين على المؤمنين، فتتذكر قوله تعالى: "يُدبِّرُ الأمر" فكأن بردًا نزل بقلبك.. سبحان الله العظيم، حروف قليلة فيها من المعاني والراحة النفسية ما...

قراءة المزيد

الانتقام من الظالمين

كان مالك بن دينار يقول: "إن الله يُسلِّط الظالم على الظالم، ثم ينتقمُ من الجميع" وهذا من كمال عدل الله عز وجل، وعجيب أقداره، إذ يُذيقه مرارة "الظُلم" وعذاب الحوجة إلى من يدفع عنه، ثم ينتقم منه! لذلك في تفسير قول الله تعالى: "وكذلك نُوَلِّي بعضَ الظالمينَ بعضًا بما كانوا يكسبون".. قال ابن كثير:...

قراءة المزيد

العزة بالله

أحد المعاني الجوهرية في الشريعة أن من قَلّت عزّته بالله عز وجل تورط في مهانة العزّة بغيره.. النفس لا تتورط في الذُّلّ والافتقار لبشر إلا إذا انحرفت عن الذُّلّ لله تعالى والافتقار إليه! لذلك كان من جوامع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وأرقه: "اللهم اكْفني بحلالكَ عن حَرامِكَ، وأَغْنني بفضلكَ عمن...

قراءة المزيد

مداخل الشرك ..

لا يستطيع أحد أن يقرأ القرآن إلا ويترسخ في نفسه أن "الشرك" ربما يكون أخطر ما يعرض للإنسان، وأن المسلم لا ينبغي أن يأمن على نفسه من مداخله.. لعلنا اليوم نُدرك شيئًا من هذه الحقيقة! اقرأ مثلًا.. "ويقولونَ هؤلاء شُفعاؤنا عند الله" لاحظ لفظة "عند الله"، لم يقل "من دون الله" كما في بداية نفس الآية!.....

قراءة المزيد

الذين خسروا أنفسهم

من الآيات المُحيّرة في القرآن، والمُرعبة في الوقت نفسه، قول الله تعالى: "إن الخاسرينَ الذين خسِروا أنفُسَهُم"، وتكرر معناها في أكثر من موضع للتعبير عن المعنى الحقيقي لـ "الخُسران"! فكأن "النفس" كانت شيئًا ثمينًا سالمًا للإنسان طوعه ملك يديه، لكنه فرط فيها وأضاعها! قال الألوسي: "بتضييع فطرةِ...

قراءة المزيد

أزمنة العجز

من رداءة هذا الزمن أن الجُبناء فيه لا يكتفون بجُبنهم، بل يعوضون نَقصهم مرةً بالتعرض للصحابة ومرةً بالطعن في علماء الأُمة ومرةً بلمز أبطالها! الشعوب في كل الأُمم تبحث عن رموز، وتصنع الأبطال من الأوهام، وهؤلاء كل همهم النبش في الكتب وفي القصص لتعييب رموز الأُمة وأبطالها؛ ليُداروا خزيهم وخيبتهم في...

قراءة المزيد

“كأنهم أحلامُ”

كلما ضغطتني الأيام أو ضاقت بي الأحوال، صبرتُ نفسي بقول أبي تمام: ثم انقضت تلكَ السنونُ وأهلُها .. فكأنها وكأنهم أحلامُ وهو مصداق قول الله عز وجل: "ويومَ يحشرهُم كأن لم يلبثوا إلا ساعةً من النهار يتعارفون بينهُم".. فقوله "من نهار" إمعانًا في استقصار الدنيا فساعة الليل في الشعور أطول وأشدّ على...

قراءة المزيد

أنفة المؤمنين

"قالوا لن نُؤثرَكَ على ما جاءنا من البيِّناتِ والذي فَطرَنا فاقضِ ما أنت قاضٍ إنما تقضي هذه الحياةَ الدنيا"! تأمل أنفة الإيمان، والثبات العجيب في الموقف، وخلو القلب من رهبة الظلمة؛ رغم السيرة التي ربما "تبدو" لا تؤهلهم لهذه المكانة الإيمانية! كان الحسن البصري إذا قرأ هذه الآية تعجب، وقال: "سبحان...

قراءة المزيد

بين العقلانية والدروشة

لا أعلم أكثر بؤسًا من التعامل مع الأحداث والناس؛ بعقلانية ومادية محضة.. واعتبار استحضار الإيمانيات والمُسلّمات الدينية في سياقات الواقع والمُلِمّات الكُبرى؛ دروشة وعاطفة! رغم أن الدين أساسه الإيمانيات والمشاعر.. وكل الماديات وحسابات الواقع مردّها عند المؤمن لهذه الإيمانيات! فمقصد من مقاصد الدين...

قراءة المزيد

ما هلك قوم حتى…

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما هلَكَ قومٌ حتى يُعذِروا من أنفُسِهِم" أي أُقيمت الحُجة عليهم، ولم يبق لهم عذر في ترك العمل بالحق، حتى أن أحدهم لا يجد ما يعذر به نفسه التي بين جنبيه.. قال الطيبي: "فكأنهم أعذَرُوا من يُعاقبُهُم"! قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ما أهوَن الخلق على الله عز وجل إذا...

قراءة المزيد

أفمنوا مكر الله؟

لن تجد أبلغ ولا أعجب من مكر الله، إذا أراد الله عز وجل نكايةً بأحد أوقعه في البلاء من حيث لا يشعر! "أفأمنوا مكرَ الله فلا يأمن مكرَ الله إلا القومُ الخاسرون"

قراءة المزيد

المؤمن يقاتل بدينه

للشعراوي كلام عجيب في التدافع بين الحق والباطل.. مُلخصه أن التدافع "لو كان فعلًا بين حق لله وباطل حَكم الله بأنه باطل؛ فلا بُدّ أن ينتهي بنُصرة الحق، وغالبًا لا تطول هذه المعركة؛ لأن الحق في ولاية الله.. إنما الذي يطول؛ المعارك بين باطل وباطل، فليس أحدهما أولى بنُصرة الله من الآخر، فيظل كل منهما...

قراءة المزيد

حرمان المشاعر الفطرية؟

لا يُحرم مشاعر الناس الفطرية إلا من تطرف في البُغض أو المحبة وغالى فيها. لن تجد فاجرًا في الخصومة إلا وهو غالٍ في البُغض أو غالٍ في المحبة.. قلّ أن ينجو من يغلو في البُغض أو المحبة؛ مِن تطرف في الذم أو تطرف في المدح! البقاعي حين أتى على تفسير قول الله تعالى: "اعدِلوا هو أقربُ للتقوى" عرف العدل...

قراءة المزيد

عن أقدار الله المؤلمة

إيّاك أن تغفل عن أن الله عز وجل يصنع بهذه الأقدار المؤلمة؛ نَصر هذه الأُمة.. تَشرُد فيُعيدها، وتنسى فيُذَكِّرها، وتعوَج فيُقيمها! "وقد مكَرَ الذين من قبلهم فلله المَكْرُ جميعًا يعلمُ ما تكسبُ كُلُّ نفسٍ وسيعلمُ الكفارُ لمن عُقبى الدار" قال البقاعي: "حين نأتيهم ضدَّ مُرادهم"! يظنون أن مَكرهم...

قراءة المزيد

رغم ألم فقد “هنيّة”

رغم ألم الفقد.. ليس أجلّ ولا أعظم من الاصطفاء في معارك الحق العظيمة الكبرى، هذه النهايات التي يُحسد الناس عليها. هذه الملايين التي تدعو لك وتستغفر وتتألم عليك؛ بشارة لكل مؤمن ثَبَت؛ بأن الأثر الصالح لا يُنسى ولا يزول ولا يضيع، لا عند الله عز وجل ولا عند الناس. قال تعالى: "إنَّ الذين آمنوا وعملوا...

قراءة المزيد

“جحر الضب”

"جُحر الضب".. مثال ضربه النبي صلى الله عليه وسلم للموافقة على عَمى وعدم مبالاة، فحتى لو صار المتبوع إلى جُحرٍ واضح ضيقه وقذارته وضوح الشمس؛ صرتم إليه! كأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أين عقولكم يومئذٍ؟! فمصلحة طلب الضبّ أو منفعة تتبعه؛ غير معتبرة أصلًا.. فوجه الاستغراب في التشبيه ليس من طلب...

قراءة المزيد

فتنة “الحدادية”

من أسوأ تأثيرات فتنة "الحدادية"؛ تخريب نفوس الناس.. رغم إن مقصد من مقاصد الدين؛ تعمير نفس المؤمن بالسكينة! حجم الخصومات التي يَدخلون فيها ويجرون إليها أتباعهم فوق احتمال أي نفس سوية! إحدى النصائح العبقرية للفُضيل بن عياض، حين جاء إليه رجل يشكو إليه آخر فقال: "اعفُ عنه، فإن العفو أقربُ للتقوى".....

قراءة المزيد

بين الجزع والألم

بعض الناس يتصور أن "الجَزع" الذي نهت عنه الشريعة يعني ألا يتألم ويحزن.. وليس هو كذلك، ألا تجزع يعني ألا يقطعك الألم عن العمل! وما أبدع تعريف الراغب بأنه "حُزن يَصرف الإنسان عما هو بصدده".. فالشريعة تذم الجزع ولا تمنع الحزن والألم، لأنهما ينشأن عن الرحمة ورقة الطبع.. لكنها تذم الحزن إذا صرف المؤمن...

قراءة المزيد

فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

لن تجد فضيلة لأُمة الإسلام، بعد التوحيد، تعدل فضيلة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"! لابن تيمية كلام عجيب في شرح حديث: "لتُنقضن عُرى الإسلام عروةً عروةً، فكلما انتقضت عروة تشبث الناسُ بالتي تليها".. ذَكر أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إنما تُنقض عُرى الإسلام عروةً عروةً إذا نشأ في الإسلام من...

قراءة المزيد

عن الموت

الإنسان مجبول على كراهية الموت، لذلك لا يُحب ذكره، قال البقاعي: "كأنه لا يَنفِرُ إلا منه" ذلك قول الله تعالى: "ذلك ما كُنتَ منه تَحيد"! ورغم أنه حقيقة متيقنة لكن يصعب علينا أن نستوعب حقيقة أن لا قواعد له ولا قوانين.. لذلك يصدمنا موت أحدهم فجأة أو في سن الشباب والصغر! فالناس لا يكرهون الموت لذاته،...

قراءة المزيد

أشباه الظالمين

قال الله تعالى: ‏"احشروا الذين ظلموا وأزواجَهُم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم" ‏قال المفسرون: أزواجهم = أشباههم وأعوانهم! أُلحِق كل امرئ بشيعته، وجُمع النظيرُ بنظيره.. في الأثر: ‏"إذا كان يوم القيامة قيل: أين الظلمة وأشباههم؟ ‏فيُجمعون في توابيت من نار ثم يُقذف بهم في...

قراءة المزيد

حول الأسباب والتوكل

أكمل من توكل على الله عز وجل نبينا، وهو صلى الله عليه وسلم أكمل من أخذ بالأسباب! ‏من القصص العجيبة التي ربما لا يُنتبه لها في أخذه بالأسباب أنه حين همَّ بدخول بيت المقدس بعدما أُسري به إليه بالبُراق؛ ربطه بالحلقة ثم دخل المسجد! ‏فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يخف أن يفر منه وقد سخره له الذي يقول...

قراءة المزيد

أحب الكلام إلى الله

في بعض المرويات أن "الله أكبر" هي أحب الكلام إلى الله تعالى، ومن عظمتها أنها على إيجازها تُفيد الإخبار في وصف ربّ العزة، وتُفيد الأمر عنه تعالى، وبها يتحقق للمؤمن تعظيم الله عز وجل وشكره، فذلك قوله: "لِتُكَبِّروا اللهَ على ما...

قراءة المزيد

عن معاني الحج

رغم أن معاني شعائر الحج يصعب على الذين نشأوا في أحضان المادية الغربية إدراك مغزاها وتقبلها نظريًا؛ إلا أن أثرها في نفوسهم يكاد لا يُمحى ولا يتكرر! حتى أن كبار الكُتّاب والمفكرين الغربيين أفردوا فيه كتبًا ومذكرات، مثل: مراد هوفمان وزينب كوبلد ومحمد أسد وتاكيشي سوزوكي ومالكوم إكس وعبد الكريم جرمانوس...

قراءة المزيد

اتصال نفوس المؤمنين

الدماء الزكية في السودان هي نفسها الدماء الزكية في غزة، ما تستطيعه لهذه لا تبخل به عن تلك.. ‏لا تكن أسير الصورة، لو أغفلتهم كل كاميرات العالم لا تغفل عنهم قلوب المؤمنين، لو لم تراهم العيون؛ تراهم النفوس.. ‏نفوس المؤمنين متصلة وقلوبهم موصولة ‏"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياءُ...

قراءة المزيد

فيمكث في الأرض

الشيخ سمير مصطفى فرج الله عنه وأبعد عنه كل سوء، يُمثل حالة فريدة من الدعاة، رغم أن أكثر كلامه في الزهد والرقائق، لكن عنده مَلَكَة عجيبة على تقريب الدين للناس وتعبيدهم لله عز وجل وجعل "الإخلاص" لله و "الولاء والبراء" على الله؛ مرتكزًا في حياتهم! أتذكر أول مرة سمعتُه فيها كانت منذ عشرين سنة تقريبًا،...

قراءة المزيد

أبو الدرداء الذي لا يفتر

من الصحابة الذين يحْسُن أن نتذكرهم في محنة "غزة"؛ أبو الدرداء رضي الله عنه.. كان فيه صفة آسرة نادرة، هي أنه كان "لا يفتُر"! رُوِي عنه من أكثر من وجه أنه كان لا يفتُر من الدعاء لإخوانه، ولا يفتُر عن الذِّكر.. قيل له: إنك لا تفتُر عن الذِّكر، فكم تُسبح في اليوم؟ قال: "مائة ألف، إلا أن تُخطئ...

قراءة المزيد

لا يُنصرون

حم لا يُنصرون.. قال القُشيري: "المؤمن لا يزداد بنفسه ضعفًا إلّا ازداد بقلبه قوة".. أي لا يزيد ثباتًا وقوة إلا إذا أدرك حقيقة نفسه، ولا يُدرك حقيقة نفسه إلا من أدرك حقيقة من يعبد.. فإن المؤمن يواجه بالله عز وجل لا بنفسه، ومن قاتل بالله لم يُغْلَب! اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل، لا حول ولا قوة...

قراءة المزيد

المدافعة وحفظ الأرض

هدم الصهاينة للمساجد وتدنيسهم لها وإحراقهم للمكتبات، كما فعلت أوربا في حروبها مع بعضها من قبل وحين استعمرت بلاد المسلمين؛ يدُلُّك على عظمة دين الإسلام وعظمة شريعة الجهاد.. من أجلّ ما يَذكُره العلماء في تشريع الجهاد، ويدلّ على أن الإسلام دين الحق.. استدلالهم بقول الله تعالى: "ولولا دفعُ الله الناسَ...

قراءة المزيد

عواقب الأمور

صار عندي قناعة أن أكثر عجز الإنسان من المبالغة في النظر في عواقب الأمور.. لذلك قال بعض السلف: "النَّظرُ في عواقبِ الأمور من أحوال العاجزين، والهجوم على المواردِ من أحوال السَّائرين"! فمن جعل نظره في العاقبة حيث مراد صاحب الأمر تعالى وما أمر به عز وجل، وتوكل؛ حصلت له السلامة وحصل له حُسن النظر.....

قراءة المزيد

عن الصدور والقبور

من التفسيرات البديعة لابن تيمية، تفسير قول الله تعالى: "أفلا يعْلمُ إذا بُعثِر ما في القبور، وحُصِّلَ ما في الصُّدور".. قال: "جمعَ سبحانه بين ما في القبور وما في الصدور، لأنه لا يكون في القبر إلا بحسب ما في القلب، فكلما كان الإيمان في القلب أعظم كان في القبر أسرّ وأنعم"! فلم ينفعهم تحسينهم القبور...

قراءة المزيد

قانون الأسباب عند المسلم

من الدروس اللافتة للنظر في أحداث "غزة"؛ قانون الأسباب عند المسلم.. فهذا القانون لا يعتمد على قوة الأسباب ولا وضوحها ولا حب الإنسان أو كراهيته لها.. بل يعتمد على الرصيد الإيماني عنده، فربما تأتي الأسباب ضعيفة جدًّا بحيث لا ينتبه لها كل أحد، فيغفل عنها أو يستقلها ويُفرط فيها! لذلك من العبارات...

قراءة المزيد

“وأملي لهم”

لماذا يُطيل الله تعالى أعمار الظلمة والفسدة؟ لماذا لا يُريح عز وجل العباد منهم؟! في تفسير قوله تعالى: "وأُمْلِي لهم".. من أشهر وجوه تفسيرها؛ أن الله عز وجل يُبقيهم في الدنيا مع إصرارهم على الطُغيان؛ إلقاءً لهم في ورطةِ التكليف! فيُطيل أعمارهم، ويُمكِّنهم من المعاصي، فيزيد فسقهم وظلمهم وكفرانهم...

قراءة المزيد

حول “الاستعمال”

الذي يسأل الله عز وجل "الاستعمال"؛ يستعمله إذا وضع نفسه مواضع الاستعمال! قال تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنَهْديَنَّهم سُبُلَنا".. من أبدع ما قيل في وجوه تفسيرها أن المؤمن الذي يعمل بما يعلم ويصبر على الخير الذي يُلْهَمه؛ يهديه الله عز وجل ويفتح له ما لا يعلم! وفي الأثر: "من عَملَ بما عَلِمَ علَّمه...

قراءة المزيد

متين

"مَتين".. تأمل هذه الكلمة، التي هي خليط من معاني القوة والشدّة والرسوخ.. وردت في القرآن ثلاث مرات، كلها في جانب الله عز وجل، مرتين منها في وصف كيده تعالى، إذ قال: "وأُمْلِي لهم إن كَيْدي مَتين"! فسِرّ متانة الكيد هنا، ليس في العقاب، بل في "الإملاء" نفسه كما عَبرت الآية.. ووجه الكيد في الإملاء ليس...

قراءة المزيد

عن الأخذ بالأسباب

يتصور بعض الناس أن الأخذ بالأسباب = وقوع النتائج، فإذا لم تقع؛ سَخِط وتذمّر، أو نفر عن الأسباب والأخذ بها! يتعلق بالقوة، فإذا تأخر النصر سَخِط وشك في القوة التي بين يديه.. يتعلق بالسعي، فإذا مُنع الرزق تذمّر وارتاب في السعي الذي أقبل عليه! وهذا من نكد العيش، يظل حائرًا شكّاكًا لائمًا ملومًا، يلوم...

قراءة المزيد

بين “التنمية البشرية” والصبر

من حيث الفقر والغنى.. فأفقر "خطاب" يُمكن أن تسمعه هو خطاب "التنمية البشرية".. خطاب بائس لا يجد له أصل سوى في الأفكار المادية الغربية القديمة التي عفا عليها الزمن! فتصوره عن "القيم" فقير، وفهمه لرُقي النفس قاصر، واستيعابه للنعم والأرزاق والسِّعة والغنى ضعيف للغاية! معظم أفكار التنمية البشرية...

قراءة المزيد

عن الولاء والبراء

لن تجد أمرًا اعتقاديًا أكثر ذكرًا في القرآن بعد توحيد الله عز وجل؛ من الولاء والبراء! هذا النظام الاعتقادي، الذي على قدر ما يبدو عليه من شدّة؛ يحمل معاني جمالية لا تجدها في أي نظام آخر.. فالمغزى من الولاء والبراء؛ تحرير المؤمنين وتوحيدهم! فالشريعة حية مقصدها من تعبيد الناس لله عز وجل؛ تحريرهم.....

قراءة المزيد

مثل المؤمن كمثل الخامة

"مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع، تقيمها الرياح تُقوِّمها تارة وتُميلُها أخرى، ومثل المنافق كمثل الأرْزِة لا تزال ثابتة على أصلها حتى يكون انجعافُها مرةً واحدةً"! مثال ضربه النبي صلى الله عليه وسلم، لما يُصيب المؤمن من هموم وبلاء وضعف وفتور، وقديمًا قيل: "المؤمن لا يخلو من علةٍ أو قلةٍ أو زلة".....

قراءة المزيد

“بالرجل الفاجر”

"إن الله يُؤَيّد هذا الدِّين بالرجل الفاجر وبأقوامٍ لا خَلاقَ لهم" في هذا الحديث أربع حقائق إيمانية مهمة: خلق الله تعالى كلهم مأمور، البر والفاجر، السماء والأرض، كل خلق الله مأمور بأمره، غَلبت مشيئته المشيئات، وانكسرت لإرادته الإرادات، وأعجزَ قضاؤه الحيل! حقيقة أخرى مُرعبة.. من الناس من لا يُستنصر...

قراءة المزيد

عن الشهادة

رغم أن مفهوم "الشهيد" موجود في غير الإسلام، لكن تصوره في الإسلام عجيب.. ولذلك لم تُشكّل الشهادة حافزًا في أي معتقد مثلما فعلت في دين الإسلام، حتى الوطنية العربية حين أرادت الاستفادة من هذا الحافز لم تصلح بنفسها، واستدعت الدين لهذه الغاية! فالقرآن لم يُنه عن تسمية الشهيد ميِّتًا فقط "ولا تقولوا...

قراءة المزيد

بين الهَدي والرزق

من القواعد الجليلة في الدين أن الهَدي أعظم من الرزق والنصر، لأن الرزق والنصر منفعتهما في الدنيا أكبر، ومنفعة الهداية في الآخرة أكبر.. ولذلك كان من أقدار الله عز وجل أن يُضيق على بعض الناس في الرزق أو يُؤخر عنهم النصر؛ طلبًا للهداية، وهو يعلم أن هُداهم لا يكون إلا بذلك، فيحسبون أن ذلك من الابتلاء،...

قراءة المزيد

الله أكبر ولله الحمد

كم هي جليلة وعظيمة "الله أكبر، ولله الحمد".. لا تُرفع إلا فَجَّرت في النفس عِزة عظيمة.. "الله أكبر" غرس الجنة، ومفتاح الصلاة، وشعار المسلمين في انتصاراتهم وفي أعيادهم! ‏لنتذكر دائمًا أن الله أكبر من الهموم والأحزان، الله أكبر من الظلمة والجبابرة، الله أكبر من الأملاك والمناصب، الله أكبر من كل شيء...

قراءة المزيد

الأعمال بالخواتيم

من جماليات الشريعة، أن العبرة فيها بالخواتيم.. فهي تُراعي السبق في الخيرات لكنها ترهن الأجر بالخواتيم. ومن إبداعات ابن تيمية في بيان السِّر في أن "الأعمال بالخَواتيم" قوله: "لأن جميع الحسنات تُحبَط بالرِّدَّة، وجميع السيئات تُغفر بالتوبة.. فتحسينُ خاتمة العمل أولى من تحسين فاتحته"! لذلك كان أحب...

قراءة المزيد

زكاة الفطر ومسئولية الإنفاق

بمناسبة الجدل حول زكاة الفطر وكيفية إخراجها.. من الأمور المُلفتة للنظر في الشريعة، ومن محاسنها في قضية المال؛ تركيزها على مسألة "صرف" المال! ستجد أن اهتمام الناس والنُظم غالبًا ما ينصب على مسألة "كسب" المال، والتشديد على أهمية أن يكون جائزًا ومشروعًا، وهذا أمر اهتمت به الشريعة أيضًا، لكن الشريعة...

قراءة المزيد

السؤال بالنعمة

من أجَلّ ما يُسأل الله تعالى به؛ سؤاله بالنعمة.. لذلك في حديث سيد الاستغفار الذي هو من أعظم الدعاء: "أبوءُ لك بنعمتِكَ عليَّ وأبوءُ بذنبي"، أي كما أنخلع من اغتراري بنفسي؛ أُقرُّ بعيوبي! فالافتقار يوجب الانكسار، ومشاهدة المنّة تستجيش المَسْكَنة.. قال ابن القيم: "وأقرب باب دخل منه العبد على الله...

قراءة المزيد

عمود الدين وذروة سنامه

من جوامع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، قوله إذا عاد مريضًا: "اللهم اشفِ عبدك؛ يشهدُ لك صلاةً وَيَنْكَأُ لك عدوًا"! فجمع بين عمود الدين، وذروة سَنَامه.. ولخص كل وظائف المؤمن في الحياة؛ العبودية ورفع اسم الله في الأرض، جمع بين الولاء والبراء في أبعد غايتهما؛ الطاعة مع أولياء الله عز وجل، والنكاية...

قراءة المزيد

وإن تتولَّوا

"وإن تتولَّوا يَستبدلْ قومًا غيرَكم ثم لا يكونوا أمثالَكُم" إذا تأملت هذه الآية، تعلم حقيقة غريبة؛ أنه رغم مرارة سُنة "الاستبدال" وشدّتها على من بُدّلوا؛ إلا أنها رحمة بالمؤمنين! فالاستبدال لم يُذْكر في القرآن إلا عند الكلام عن نُصرة الدين ونجدة المؤمنين، وفي الموضعين الذين ذُكر فيهما الاستبدال...

قراءة المزيد

حتى يُعذرِوا!

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما هلَكَ قومٌ حتى يُعذِروا من أنفُسِهِم"، أي أُقيمت الحُجة عليهم، ولم يبق لهم عذر في ترك العمل بالحق، حتى أن أحدهم لا يجد ما يعذر به نفسه التي بين جنبيه.. قال الطيبي: "فكأنهم أعذَرُوا من يُعاقبُهُم"! قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ما أهوَن الخلق على الله عز وجل إذا...

قراءة المزيد

تهوين الباطل يُفضي إلى ذهاب الحق

أكثر العبرة من تكرار الاستعاذة من صراط "المغضوبِ عليهم" و "الضَّالين" في كل صلاة؛ إدراك أن معرفة الحق تقتضي تجنب الباطل، وإقرار الحق يستلزم بُغض الباطل، لأن تهوين الباطل يُفضي إلى ذهاب الحق. هذه القاعدة تستطيع أن تُطبقها على كل باطل يهون في نظرك، سواء كان واضحًا كالمُلهيات، أو مشتبهًا كالتضليل في...

قراءة المزيد

شعور العبودية

من أصول تربية المسلم لنفسه وأهله، وتزكية النفس في زمن الابتلاء خاصةً؛ ألا يستسهل سؤال: لمَ أمرَ ربُّنا؟، فالمؤمن يوطِّن نفسه على سؤال: بمَ أمرَ ربُّنا؟ من الحصون التي يجب أن تحفظها داخل نفسك؛ شعور أنك عبد لله عز وجل.. الذي يُرسخ هذا الشعور، ويزيد الانقياد؛ سؤال "بمَ أمرَ ربُّنا؟"، لا "لمَ أمرَ...

قراءة المزيد

الغُربة

من ركائز هذا الدين؛ الغُربة .. شعور المؤمن بالغُربة أصل! إدراك هذا الأصل والانسجام معه أكبر ما يعصم من تطويع دينه للواقع، وترقيعه برضا الناس وتحاشي سَخطهم، كان ابن القيم يقول: "فالإسلامُ الحقيقيُّ غريبٌ جدًّا، وأهلهُ غرباءُ أشدُّ الغُربة بين الناس"! والنبي صلى الله عليه وسلم أشدّ من عانى الغُربة...

قراءة المزيد

منَّة التمكين!

"ونُريدُ أن نمُنَّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهُم الوارثين" وكيف يجتمع استضعافهم، مع إرادة الله عز وجل المنّة عليهم؟! لأن منَّة الله تعالى عليهم بتمكينهم ممن استضعفهم قريبة الوقوع؛ فإرادة المنَّ عليهم ملازمة لاستضعافهم! تضيق بهم الأرض، وأسباب توريثهم تُقدّر في...

قراءة المزيد

النية وتهذيب النفس

"إن يَعلمِ اللهُ في قلوبكم خيرًا يُؤتِكم خيرًا" من أعظم جماليات الدين، وأهم أسباب تغيير طِباع الإنسان وتهذيبه وتربيته وإصلاحه؛ "النية"، وقديمًا قيل: انْوِ الخير تجد الخير! لا تكاد تجد منظومة في الدنيا تُقيم لها وزنًا أو اعتبارًا أو تعوّل عليها.. لكن الإسلام كما يُقيم وزنًا للظاهر؛ يُقيم للباطن،...

قراءة المزيد

الظلم والفقر

من قَصص القرآن العجيبة التي تربط بين الفقر والظُلم كأنها تصف لنا الواقع؛ قصة أصحاب الجنة! القصة التي بدأت بالاجتماع على منع حق الله تعالى وحق الضعفاء، وانتهت بأن أقبلَ "بعضهم على بعضٍ يتلاومون"! لماذا استحقوا الحرمان، وسلب النعمة، ومحق البركة، "بل نحن محرُومون"؟ لقد كانوا يتصورون أنهم "أحرار" فيما...

قراءة المزيد

الأخلاق النبيلة

من سُنن الله عز وجل في النفس؛ أن المشاعر النبيلة تبدأ بالتكلُّف وتنتهي بالانشراح، فانقياد النفس للنقائص سهل وسريع، وحصول المكارم صعب وشاق! فالذي لا يتكلّف المروءة؛ يتصاغر، والذي لا يُرغم نفسه على الرضا؛ يسخط.. لاحظ مثلًا، أمر القرآن بالصبر؛ بـ "اصطبر" بعض المفسرين قالوا حبس النفس على الصبر، وهو...

قراءة المزيد

العجز والاستطاعة

من دقائق الشريعة أن كل مساحة عجز لابد أن تُقابلها مساحة استطاعة، وإن قلت! ‏فالمسلم لا يصير عاجزًا تمامًا إلا بالموت، وتأمل مثلًا كيف أن إنكار المنكر؛ مراتب، فمن تعذر عليه عمل اليد؛ تبقى له عمل اللسان، ومن فاته عمل اللسان تبقى له عمل القلب والمشاعر. فالمسلم لا يخلو عن عمل تجاه واقع، مهما شعر بالعجز...

قراءة المزيد

الإيمان أصل أسباب المودة

"إنَّ الذين أمنوا وعملوا الصالحاتِ سيجعلُ لهُمُ الرحمنُ وُدًّا" يقول البقاعي في أحد وجوه تفسيرها: "أي حُبًّا عظيمًا في قلوب العباد، من غيرِ تودُّدٍ منهم ولا تَعرضٍ للأسباب التي تَكسبُ بها الناس موّدات القلوب من قرابة أو صداقة أو اصطناع غيره"، قال ابن تيمية: "الودُّ محبةٌ في القلوبِ المؤمنة"! لهذا...

قراءة المزيد

دار كَدَر!

مما يُعين على تجاوز آلام الأيام والحزن الذي في القلوب؛ توطين النفس على أن الدنيا دارُ "كَدَر"! انظر كيف أن الله عز وجل بقَسَمٍ بعد قَسَم يقول: "لقد خلقنا الإنسانَ في كَبَد"، أي لا ينفك عن التعب والشدّة والعجز، وهذا لزوم التمحيص، وإدراك أن الدنيا ليست مُستقَر ولا يدوم فيها حال، فلا تستقِر في القلوب...

قراءة المزيد

المؤمن القوي

من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم البليغة؛ "المؤمنُ القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعنْ بالله، ولا تعجز"! فمناسبة قوله: "ولا تعجز" مع قوله: "المؤمنُ القوي"، أي خذ بأضعفِ الأسباب واستعن بالله، ولا تعجز عن الحرص والاستعانة، فإن الله تعالى يُعطيك قوة...

قراءة المزيد

عصر العلم والانحطاط

كانوا يقولون هذا عصر العلم وحقوق الإنسان، ويوهمون الناس بأن العالم بالعلم سائر إلى الرفاهية والسعادة اللانهائية.. فإذ بالجاهلية أشرف منه، وإذ به عصر الجهل والظلم والانحطاط الأخلاقي والظلام! أي خسارة خسرها العالم بانحطاط الشرق والبُعد عن شريعة رب العالمين! "فمن اتَّبع هُداي فلا يضلُّ ولا يشقى ومن...

قراءة المزيد

أعدل العدل

أعظم الوفاء وطيب العهد، ما كان مع الله عز وجل.. أن تتبرأ من حولِكَ وقوّتكَ، لا عند سؤال النعمة فحسب، بل بعد حصولها كذلك، وبعد زوالها.. أن تذكر المنِّة في أيام الشدّة، وتستحضر العطاء في أوقات المنع، ولا تنسى العزة حين الألم، أن ترى أنه لولا ألطاف الله ما كان لك أن تصير إلام صرتَ إليه.. حتى مشاعرك...

قراءة المزيد

الدين وأساسيات الحياة

من دقائق الشريعة ومعانيها العظيمة.. أنها لا تترك شيئًا أساسيًّا في حياة الناس، معنويًا كان أو ماديًا، إلا ربطته بمعنى ديني عقدي أو تزكوي تربوي! لننظر مثلًا لموضوع "النصر" ، ولاحظ تعبير القرآن بـ "إلّا مِن عِنْدِ اللَّه".. وكيف أنه يرتبط لزومًا ويُشتق من اسم من أعظم أسماء الله تعالى "النصير"، الذي...

قراءة المزيد

وتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسباب!

في الأثر: "خالطوا الناس وزايلوهم".. أي خالطوهم ولا تتأثروا بهم في القول والعمل، خالطوهم بالأبدان وزايلوهم بالقلوب.. يزعجني دومًا صنف الناس "الإمعة" السبهللة عبد المشاهير وأصحاب السلطة والمال، تأمل قول الله تعالى: "إذ تبرأ الذين اتُّبِعُوا من الذين اتَّبَعُوا ورَأوُا العذاب وتَقَطَّعَتْ بِهِمُ...

قراءة المزيد

هي أشياء لا تُشترى

"هي أشياء لا تُشترى".. هذه الكلمة العبقرية لأمل دنقل تختصر لك كلامًا كثيرًا حول أن بعض احتياجات النفس لا تُجبر ولا تُعوض، خاصةً إذا مست المروءة أو عزة النفس أو الرضا القلبي! حتى إن إبراهيم السكران فرج الله عنه، في كتاب "مسلكيات" حين أراد أن يختصر كلامه حول أوهام بر الوالدين، وأنه يرتبط بنوع من خاص...

قراءة المزيد

عِلم الآخرة

"يعلمونَ ظاهرًا من الحياةِ الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون".. لا توجد آية تتضمن مدحًا للذكاء والنباهة ونحوها من الصفات الفردية التي يتبارى فيها الناس وتُمتدح لأجلها عقولهم؛ إلا هذه الآية تقريبًا.. ومع ذلك فقد جاء مدحها في سياق الذم! فلا الذكاء ولا النباهة ولا المواظبة ولا بياض القلب، ينفع صاحبه إذا...

قراءة المزيد

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة!

أكبر خيانة للمجاهدين والثابتين والصابرين على الحق؛ خيانتهم في الدين.. يُقدم أحدهم نفسه وما ملك لله تعالى؛ فنوالي ونُعادي نحن على غيره عز وجل! لا يوجد في الإسلام شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، المبدأ في الإسلام: "إن العين لتدمع وإن القلب ليجزع، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا".. من صِدق الحُزن...

قراءة المزيد

صناعة المشاهير وصناعة الوهم

صناعة المشاهير لها ثمن.. الأُمة التي تُزكي دون حساب تدفع ضريبة ذلك خُذلان وصدمات! لذلك لاحظ براعة الشريعة في نهيها عن "المدح" والإطراء بلا سبب أو الزائد عن حدّه، وكيف أنها بالغت في ذلك، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: "احثوا في وجوه المداحين التراب"! وحين سمع أحدهم يمدح آخر قال صلى الله عليه...

قراءة المزيد

لهُدِّمت صوامعُ

سبحان الله، هدم الصهاينة للمساجد والكنائس وتدنيسهم لها، كما فعلت أوربا في حروبها مع بعضها من قبل وحين استعمرت بلاد المسلمين؛ يدُلُّك على عظمة دين الإسلام وعظمة شريعة الجهاد. من أجلّ ما يَذكُره العلماء في تشريع الجهاد، ويدلّ على أن الإسلام دين الحق.. استدلالهم بقول الله تعالى: "ولولا دفعُ الله...

قراءة المزيد

النُصرة و “لا إله إلا الله”

مهم نُدرك أن نُصرة هؤلاء المظلومين في غزة والسودان وسوريا وبلاد المسلمين، والعمل التي نبذله لهم، والمشاعر التي نبذلها فيهم؛ ترتد كلها لـ "لا إله إلا الله"، شهادة "لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله" هي التي أوجبت علينا حقوقهم. "لا إله إلا الله" سبب موجب للولاء والبراء، الولاء للمؤمنين بها، والبراء...

قراءة المزيد

من كنوز الإحسان

من عباد الله عز وجل الذين أكد في كتابه على محبته لهم "المُحْسِنين".. أفردهم تعالى بهذا التأكيد في خمسة مواضع من كتابه العزيز، بخلاف مواضع كثيرة أخرى كرر فيها أنه لا يضيع أجرهم، وأخرى أنه يزيد في أجورهم، وأخرى بشرهم فيها، وأخرى جعل الأنبياء فيها في زمرتهم! من كنوز الإحسان ألا تتجاوز النفس مشاعرها...

قراءة المزيد

المؤمن “بالله”

من علامات المؤمن في أزمنة الغُربة؛ أن يرى ما لا يراه غيره، ويهتدي إلى ما لا يهتدي إليه غيره، في الحديث: "إن الدجال مكتوبٌ بين عينيه كافر، يقرؤه كلُّ مؤمنٍ"! المؤمن يرى بالله، ومن كان كذلك حيَّر الخلائق في إيمانه وأفعاله.. هذه المشاهد الأسطورية في العزيمة والثبات التي تراها في "غزّة" لن تجد معرفة...

قراءة المزيد

إنَّا كفيناك المُستهزءين

خطاب الاستهزاء واللمز بالمجاهدين في "غزة" ذكرني بقول الله تعالى حكايةً عن المشركين: "وقال الذين كفروا هل نَدُلُّكم على رجُلٍ يُنبِّئُكم إذا مُزقتُم كُلّ مُمزقٍ إنكم لفي خلقٍ جديد".. أرادوا أن يحقروا من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فنكروه بقولهم "على رجُلٍ" وهم يعلمون أن شَرفه فيهم أظهر من الشمس!...

قراءة المزيد

ولكنَّ اللهَ رَمى!

‏نحن نعيش في "غزة" معجزة والله.. إذا أردت أن تعرف معنى "ولكنَّ اللهَ رَمى" انظر لهذه الملابس البالية التي سَترتْ نفسًا عملاقة من أغلى النفوس على الأرض، والنعل الذي ينتعله في قدمه، والعِصابة التي عَصبَ رأسه بها، والسلاح البسيط الذي يحمله، بلا دروع ولا تترس ولا طائرات ولا دبابات.. يُقاتل حثالة...

قراءة المزيد

لنهدينَّهُم سُبُلنا

ما تراه من مشاهد التوفيق العجيبة لإخواننا المجاهدين في "غزة" ما هو إلا بركة واحدة من بركات الجهاد! ‏خذها قاعدة أكثر بركات الجهاد وأعظمها غير محسوس.. يدفع الغم، ويُثبِّت الفؤاد، ويُزَكّي النفس، ويُحق الحق، ويُبطل الباطل، ويُذهب غيظ القلوب، وفي الحديث الصحيح: "مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم...

قراءة المزيد

إلف المأساة!

من قسوة القلب "إلف المأساة".. من الإيمان أن لا يهون عليك مُصاب أخيك، مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بنساء يَبكينَ موت بعض الصحابة يوم أُحد فقال: «لكن حمزةَ لا بواكيَ له»! ليس أثقل على أخيك من أن تألف مأساته، وتجعل شِدّته وراء ظهرك، ألا ترى أن مما ورد من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني...

قراءة المزيد

والعاقبةُ للمُتقين

من أهم السُّنن الإلهية التي يجب على المؤمن استحضارها في حركته، خاصةً في هذا الزمان؛ ‏"إن الأرضَ للهِ يُورِثُها من يشاءُ من عبادِه والعاقبةُ للمُتقينَ" فالأرض مُلكه، إذا كان خَلْقها وبَسْطها يسيرًا عليه؛ فتمكين عباده المؤمنين منها أيسر وأهون! ‏يقول الطاهر بن عاشور: "من يشاءُ الله أن يُورثهم الأرض...

قراءة المزيد

الجهاد.. وتزكية النفس

لو أن درسًا واحدًا يمكن أن نستفيده من أخلاق معاملة إخواننا في غزة للأسرى ومشاهد خروجهم العزيز.. فسيكون أثر هذه الشعيرة المُباركة "الجهاد" في تزكية النفس. أهم ما في التزكية في الإسلام أنها لا تطلب السلوك فقط من ترك معاصٍ وفعل طاعات، بل الأهم أنها تستجيش المشاعر وتطلب الوجدان، أي تحقيق التوحيد في...

قراءة المزيد

موازين المؤمن

‏آلاف الشهداء في "غزّة" نظير عشرات المُفرج عنهم! كيف يُسمى هذا "نصر"؟! ‏أهم ما فعله الإسلام في الصحابة أنه قوَّض كل الحسابات المادية في أعينهم، ومن ذلك فكرة "العدد".. فحين تكلم عن العُدة "كمْ من فئةٍ قليلة غَلبتْ فئةً كثيرة بإذن الله".. وحين تكلم عن الإنفاق: "أنفقْ بلالًا ولا تخشَ من ذي العرشِ...

قراءة المزيد

غزة.. والعهود الربانية

لا يمكن تستوعب أحداث "غزة" الأخيرة التي تجري بعيدًا عن العهود الربانية وانعكاساتها في النفس الإنسانية، وهذا أهم ما يُميز نظرتكَ للأمور باعتبارك "مسلمًا". مثلًا، من يُنضالون في صف هذه القضية الفلسطينية، لا يمكن أن تفهم جيدًا هذا التمييز والتمحيص بعيدًا عن فكرة "اصطفاء" الله عز وجل وتزكيته للمؤمنين،...

قراءة المزيد

قد يعلمُ الله المُعوِّقين منكم

في أزمنة العزة والكرامة، ثمة نوع من الناس مهم تحذره وتُحقِّر منه ما استطعت، أخبرنا الله عز وجل عنه بقوله: "قد يعلمُ الله المُعوِّقين منكم".. نوع من المنافقين يُنبهنا تعالى لوضاعَتهم ومحاولتهم صناعة العجز في زمن الانتصار؛ باللعب على ضعف الناس وخوفهم ورقة طبعهم في وقت الشدة! الله تعالى بعد أن عدَّ...

قراءة المزيد

هل يثق الغرب في العلم حقًّا؟!

أكاد أجزم أن أول من لا يثق في العلم بمرتكزاته الغربية هو الغرب نفسه! الحياة القلقة والارتياب الذي يعيشه الغرب؛ بسبب العلم لا الدين.. انظر كيف سيطر هاجس الرعب من التكنولوجيا والمختبرات على الأدبيات والروايات والأفلام الغربية، وكيف أن التكنولوجيا / المختبرات كانت أهم عوامل نهاية العالم في خيالهم؟!...

قراءة المزيد

الدين وأهوال النفس!

من الآيات الآسرة قول الله تعالى: "ولا تخافي ولا تحزني إنا رادُّوه إليك وجاعلوه من المرسلين"، ما قُدَّر على أم موسى عليه السلام كان فوق كل تصور.. وتأمل كيف يُعبّر القرآن عن نفسها بعدما فارقتْهُ؛ "وأصبح فُؤاد أم موسى فارغًا"، إذ شغلها حُب موسى وفقده عن كل الخواطر، ورغم شدة البلاء، تأتي هذه الطمأنة...

قراءة المزيد

العبرة بالموت

بعض الناس العبرة العظيمة التي يتركها لنا بموته، لا تقل عن تلك التي قدمها في حياته، قال تعالى: "وأنْ ليس للإنسان إلا ما سعى، وأنَّ سعيَهُ سوف يُرى، ثم يُجزاه الجزاءَ الأوفى"، تأمل لفظة "الأوفى"، وهو التمام والكمال، فيدخل فيه أن يُرى أثر سعي المؤمن لنفسه يوم القيامة ويُرى للخلق في الدنيا، إبهاجًا...

قراءة المزيد

التسليم: إبراهيم عليه السلام والبيت الإبراهيمي!

إبراهيم عليه السلام أجلّ من أن يُنسب للدعوة الإبراهيمية التي يسمون بيتهم بها، إبراهيم عليه السلام أكمل البشرِ إيمانًا وأعظمهم إسلامًا بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، اتخذه الله عز وجل كما اتخذ نبينا "خليلًا"، واختصه بشعائر في أهم أركان الإسلام؛ مِن تشهد في الصلاة ونُسك في الحج، وزكاه في كتابه فسماه...

قراءة المزيد

رحمة موسى وضلال بني إسرائيل

في حديث المعراج الطويل الذي يرويه البخاري وغيره أن موسى عليه السلام لما سَلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ بكى، فقيل له: ما يُبْكيكَ؟! قال: "أبكي لأن غُلامًا بُعِثَ بعدي يدخُلُ الجنةَ من أُمته أكثر ممن يدخُلُها من أمتي"، أي من الذين اتبعوه قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم! قال الطيبي: "وبكاء...

قراءة المزيد

ماذا تبقى؟!: عبرة الزلزال

لله الذين قضوا في زلزال سوريا وتركيا، كم تركوا فينا من عبرة! من لم يُؤثِّر فيه هذا الزلزال بتذَكُّر أو اعتبار؛ فليراجع قلبه ونفسه.. الآلاف الذين ماتوا، في لمح الصبر، الذين ذهبوا وأزواجهم وأولادهم، وذهبت معهم كل آمالهم وأمانيهم وتطلعاتهم وإنجازاتهم وأفكارهم.. ما جمعوه من أموال، وبنوه من مساكن،...

قراءة المزيد

عن معرض الكتاب

عن معرض الكتاب واقتناء الكتب.. لا تنسى أن المغزى الأساسي للمسلم من المعرفة؛ "التزكية"، فمنها تأتي أهمية كل العلوم والأفكار والمعارف المتصلة بالإنسان، اسمع قول الله تعالى: "كما أرسلنا فيكُم رسولًا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويُزكِّيكُم ويُعلِّمكم الكتاب والحكمة ويُعلِّمكم ما لم تكونوا تعلمون"، وكان من...

قراءة المزيد

الله أكبر

لن تتخلص من أَسر الانبهار بالحياة ومادياتها وأشخاصها، إلا إذا غرستَ في قلبك عظمة الله تعالى غرسًا.. تأمل كيف بدأ الأذان خمس مرات في اليوم والليلة بـ "الله أكبر"؟! وكيف بدأت كل صلاة بـ "الله أكبر"؟! وكيف كانت "الله أكبر" شعار المسلمين في أعيادهم وانتصاراتهم؟! لتتذكر دائمًا أن الله أكبر من الهموم...

قراءة المزيد

كمال الله في عدله

من الأمور الملفتة للنظر في القرآن، تفصيله في أحوال الآخرة، لا للاعتبار والاتعاظ فحسب، بل أيضًا لتأكيد كمال الله عز وجل في صفاته، وعظمة دين الإسلام في قيمه! تأمل مثلًا قول الله تعالى: {اليومَ نختمُ على أفواههم وتُكلمنا أيديهم وتشهد أرجُلُهم بما كانوا يكسبون}، فهذه الآية على قدر ما هي مرعبة، على قدر...

قراءة المزيد

شواهد الدين في الفطرة..

من الأمور المثيرة للانتباه في الإسلام؛ غناه كمنظومة بقيم مناسبة للطبيعة الإنسانية والفطرة.. بعكس التصورات الليبرالية الفقيرة قيميًا وإنسانيًا! ولا أتكلم هنا عن المعنى الديني في القيم كفضائل، لكن أقصد بالأساس المعنى الفطري أي مناسبة القيم لإنسان له تطلع وشهوة.. الغِبطة، المروءة، القناعة، التوبة،...

قراءة المزيد

التوبة

التوبة فكرة أساسية جدًا في الشريعة، حق كفله الله للإنسان، وضمنه بذاته العليّة، وما من حق يفوقه إلا رد المظالم لأهلها. التوبة.. أحب الأعمال إلى الله تعالى، وأعظمها، وأرجاها، وأنفعها، بها تعرف الخلائق شيئًا من حلمه ورحمته وعفوه وجوده وكرمه، لذلك أمر تعالى بالسَّتر، وأمر بالإصلاح، ونهى عن الإزراء...

قراءة المزيد

..من خافَ أدْلَج

"من خافَ أدْلَجَ، ومن أدْلَجَ بلغَ المَنْزِل، ألا أن سلعةَ الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة".. مثال ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لسيرنا في الدنيا إلى الآخرة! كأنه أراد أن يقول: نحن في سفر طويل، لا يصلح فيه أي مسير.. بل لا يصل لنهايته، ولا يقدر عليه؛ إلا من خاف ألا يصل، فبادر وبَكَّر وتيقَّظ...

قراءة المزيد

لا حول ولا قوة إلا بالله

"لا حول ولا قوة إلا بالله".. هي السبب إن ذهبت الأسباب، بها نتقوى إن خارت الهمم، وعليها نعتمد إذا انحلت العزائم.. فلا تَحوُّل من حالٍ إلى حال إلا بإرادته، ولا قوةَ في طاعته إلا بمَدَده، غَلبت مشيئته المشيئات، وانكسرت لإرادته الإرادات، وأعجزَ قضاؤه الحيل! قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: "إن...

قراءة المزيد

التأثم: التزكية والفقه

من المعاني الملفتة للانتباه في أخلاق السلف؛ "التَأثم"، أي التحرج والخوف من الوقوع في الإثم، فتجدهم يتركون أفعالًا ويسكتون عن أمور خوفًا من أن يقعوا في الإثم، كانوا يسمون ذلك "الورع"، فربما تركوا الحلال خشية الوقوع في الحرام، صيانةً لدينهم لذلك كانوا يقولون: "ملاك الدين الورع".. فالمساحة التي تعرف...

قراءة المزيد

وإن كانت لكبيرةً!

مشكلة الاحتفال بـ الكريسماس أنه يمس؛ رد "الدين" علاقاتك بالعالم لعلاقتك بالله وتصورك عن الله.. فتغفل عن أن الله واحد "أحد"، وأن الله فرد "صمد"، وأن الله "لم يلد ولم يولد"، وأن الذي يغفر هو الله وحده، والذي يرحم هو الله وحده، المهدي من هداه الله وحده، والمآل إلى الله وحده. الدين يُريد أن يستخرج كل...

قراءة المزيد

بركة العلم

من السذاجة أن نتصور أن علماء الأُمة والأئمة الكبار معصومون من الخطأ، أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم؛ بشر، غير منزهين عن الخطأ ولا النسيان، ولم يدّعِ أحدهم أنه منزه عن الخطأ أو أنه استوعب العلم أو أن كلامه وحده هو الدين! لكن الفرق بينهم وبين غيرهم، أن كل أمرهم كان في الله، إقدامهم، وإحجامهم؛...

قراءة المزيد

الحياء

إحدى القيم الفريدة العظيمة التي أكدتها الشريعة؛ "الحياء"، بلغ من عظمته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه؛ "إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء"! بالمقارنة مع الغرب مثلًا ستجد أقرب معنى عندهم للحياء هو "الخجل"، ولن تجد عندهم قيمة بعينها تعادل "الحياء" بالمعنى الذي نعرفه! وهو لا يختص بالمرأة...

قراءة المزيد

ولا تنْسَوا الفضل بينَكُم..

"ولا تنْسَوا الفضل بينَكُم"؛ أحد أخلاق الإسلام العظيمة في الزواج خاصة وفي الحياة عامة.. انظر كيف جعل الإسلام؛ حفظ المعروف عبادة؟! وليس المراد عين النسيان، بل المقصود "الترك"، أي ترك الفضل تَرك المَنسِيِّ؛ بحبس الحق، أو بخس القدر، أو نكران البِر، أو الظلم عند القُدرة عليه.. لكنه عبر عنه بـ...

قراءة المزيد

الرأسمالية.. وكرة قدم!

إذا أردت نموذجًا تفهم به ما "الرأسمالية"؟! فلا أحسن من كرة القدم! كرة القدم عبارة عن منتج، لا تُقدم فيه اتحادات الكرة والنوادي؛ مجرد مادة ترفيهية.. بل تستلب بتلك المادة عقول ومشاعر الناس بهدف صناعة المال، شأنها شأن الموضة والسينما! كل دقيقة وكل انفعال معناه زيادة أموال الطبقة الغنية.. ولا أتكلم...

قراءة المزيد

لا تغفلْ عني فإني مكروب!

قال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيتُ أحدًا لقي من السقم ما لقي الشافعي، فدخلتُ عليه فقال: اقرأ من آل عمران، فقرأتُ، فلما هممت بالانصراف قال: "لا تغفلْ عني فإني مكروب"! لك أن تتخيل أن هذا رجاء الشافعي.. وتأمل لفظة "مكروب" أي مهموم حزين قلق.. فرغم جلالة قدر الشافعي، ورغم علمه ومعرفته حق الله ومحبته، لكن...

قراءة المزيد

المعية

تذهلني فكرة "المعية".. معية الله عز وجل لعباده المؤمنين، فكرة مليئة بالمعاني مفعمة بالعبر والعظات، أحد هذه المعاني لزوم إحساس الإنسان بالافتقار وعدم انفكاك هذا الشعور عنه! اسمع قول الله تعالى: "وهو معكم أينما كنتم" فالمعية تقتضي المصاحبة.. فما الشيء الذي يستدعي المصاحبة بين الخالق والمخلوق؟! تأمل...

قراءة المزيد

البُغض في الله

روابط الدين بين المؤمنين كثيرة ومتشابكة، كل رابطة تصل بهم للأخرى.. أكثر هذه الروابط تدور حول المشاعر وعمل القلب؛ محبة المسلمين ومحبة شعائر الإسلام وأوامره ونواهيه.. وأيضًا بُغض من يستخف بمحرمات الإسلام وأوامره ونواهيه.. البغض في الله رابطة من روابط الدين مثله مثل المحبة في الله.. اسمع قول الله...

قراءة المزيد

المال.. وفرض الأفكار

ثمة ملمح مهم في خصوص أزمة أوروبا مع قطر في شأن كأس العالم هو كيف أن المال أقوى من الأفكار، وأكثر تأثيرًا منها؟! المال يحمي الأفكار.. المال قوة.. يمكن من هذا الدرس أن تفهم شيئًا من واقعية الشريعة، حين اهتمت بـ "المال" وركزت عليه في كثير من أحكامها، وحثت على حُسن رعايته في غير آية من كتاب الله، وأن...

قراءة المزيد

الاستعلاء الغربي.. والشريعة

أعتقد أن سر الهجمة الغربية على قطر حول كأس العالم هو الاستعلاء الغربي، لا في خصوص بنية الدولة فقط، بل الأهم الاستعلاء بالقيم والمعايير.. كيف لهذا البدوي "البدائي" أن يحدد لنا المعايير والقيم التي تنظم سلوكنا؟! وكيف للعربي "المتخلف" الذي كنا نملك مقدراته وخيرات أرضه أن يكون فاعلًا في الحضارة التي...

قراءة المزيد

الناس كالإبل المائة، لا تكادُ تجدُ فيها راحلة!

أجد راحة كبيرة عندما أتأسى في الحياة بحكمة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أندم على اتباعها أو التصبر بها مهما كانت النتائج؛ مستبشرًا ببركة الهدي النبوي.. إحدى أبلغ الحِكم الآسرة للنبي صلى الله عليه وسلم قوله: "الناس كالإبل المائة، لا تكادُ تجدُ فيها راحلة" أي رغم كثرتها ربما لا تجد فيها...

قراءة المزيد

!المهرجانات والراب.. والنرجسية والافتقار

أغاني "المهرجانات والراب".. السمة المشتركة فيها كلها؛ نرجسية وكبر، وخسة ووضاعة، وقلة مروءة، واستهتار، وكُره، وحقد، وثبات في الفُجر، واعتزاز بالسفول.. من النتائج المخيفة التي يسببها التساهل في سماع هذه الأغاني، وتعود الشباب عليها.. أنها تزكي صراعاتهم النفسية، وتؤجج احتقانهم الداخلي واضطراباتهم...

قراءة المزيد

الغيبيات.. والذكاء الاصطناعي

يتداول البعض صور لتصور الجنة عبر تطبيقات الرسم بالذكاء الاصطناعي، ولا أشك في حُرمة استخراج هذه الصور ونشرها، ونحوها صور الأنبياء والملائكة.. الجنة والنار والبعث والصراط والحساب وأحوال القيامة تستمد هيبتها من غيبيتها وعصيّها على التخيل والتصور، ومن قداسة النص القرآني الذي يصفها، وعظمة الخالق الذي...

قراءة المزيد

القسامة!

من أحكام الإسلام المُلفتة للنظر؛ حكم "القسامة".. ماذا تعني؟! عادة من عادات العرب وأقرها الإسلام وهذبها، إذا وجد في قرية ما قتيلًا، لم يُعرف قاتله؛ يحلف بالله تعالى مجموعة كبيرة من أهل القرية بأنهم لا يعرفون قاتله، فإذا امتنعوا؛ دفعوا جميعًا ديته! ما ذنب أهل القرية؟! لماذا أقر الشرع هذا الحكم...

قراءة المزيد

باب الإسلام!

يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إن الله نظرَ في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته.. ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن،...

قراءة المزيد

لا يُلدغ المؤمن من جُحْرٍ مرتين

"لا يُلدغ المؤمن من جُحْرٍ مرتين" لا أذكر أني انتفعت بحكمة؛ قدر ما انتفعت بالالتزام بهذا الحديث، وما ضرني شيءٌ قدر ما ضرتني نفسي من تجاهل هذا التوجيه النبوي! أحد المعاني المهمة التي أكدها الإسلام أن المؤمن قوي فَطِن لا يليق به البله كما لا يليق به الضعف، وتأمل أثر عمر رضي الله عنه: "لست بخِبٍّ،...

قراءة المزيد

أعظم محبة!

من مدة حاولت أن أبحث في حكمة جعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سببًا لتفريج الكربات والهموم وخصها بما خُصت من الثواب والجزاء! ومع الوقت أدركت أن الأمر كله مداره على "المحبة"؛ محبة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم؛ محبة لم تتكرر لأحد قبله ولا بعده، كما أخبرنا الله عز وجل.. إذا كنت تحب...

قراءة المزيد

الشيخ أسامة عبد العظيم!

الإرث الذي تركه الشيخ د. أسامة عبد العظيم هو "النموذج"، المثال الحي على أنك تستطيع أن تعيش حياة السلف الفريدة التي تقرأ عنها في الكتب بكل تفاصيلها في الإخبات والزهد والورع والتواضع والجد في العبادة، مهما كانت طبيعة حياتك المهنية ومهما كنت مكلفًا بأعباء في الدعوة والعلم والعمل، حتى لو كنتَ أستاذًا...

قراءة المزيد