وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
180 عدد المشاهدات
تذهلني فكرة “المعية“.. معية الله عز وجل لعباده المؤمنين، فكرة مليئة بالمعاني مفعمة بالعبر والعظات، أحد هذه المعاني لزوم إحساس الإنسان بالافتقار وعدم انفكاك هذا الشعور عنه!
اسمع قول الله تعالى: “وهو معكم أينما كنتم”
فالمعية تقتضي المصاحبة.. فما الشيء الذي يستدعي المصاحبة بين الخالق والمخلوق؟!
تأمل دقة الفقهاء حين عبروا عن المخاطب في الكلام بـ “المكلف” وعلماء التزكية حين عبروا عنه بـ “العبد”، مع أن المعنى واحد والمقصود واحد هو “المخاطب”، لكن وقْع الكلام في النفوس مختلف؛ حين يكون الكلام عن أوامر ونواهي تطلب الجوارح في الفقه، عما يكون عليه حين يكون عن مشاعر تطلب القلوب في التزكية!
على أنهم في كل الأحوال أرادوا من هذه الألفاظ شيئًا واحدًا.. أن أي فعل ديني لا ينفك عن معنى “الافتقار“، سواء في عمل الجوارح أو القلب، لأن حاجة الإنسان لاستشعار معاني العبودية أكبر من أي شيء آخر..
فمعية الله للمؤمنين؛ معية تأييد على العمل، معية إعانة وعناية ولُطف ورحمة.. المعية لازم من لوازم محبته تعالى لهم..
لماذ؟!
لأن الدنيا ثقيلة شديدة مُخيفة، والنفس ترغب وتتمنى وتتألم وتتوه وتزوغ وتتفلت وتمل وتنسى وتيأس.. بالمعية تهون المكاره والمشاق والعذابات!
كم أُشفق والله على المحرومين الذين تبجحوا بعقولهم على دين الله، وواجهوا هذه الدنيا بنفوسهم الضعيفة..
قال ابن تيمية: “من اتكّل على نظره وعقله ومعرفته؛ خُذل”.