لو أن درسًا واحدًا يمكن أن نستفيده من أخلاق معاملة إخواننا في غزة للأسرى ومشاهد خروجهم العزيز.. فسيكون أثر هذه الشعيرة المُباركة “الجهاد” في تزكية النفس.
أهم ما في التزكية في الإسلام أنها لا تطلب السلوك فقط من ترك معاصٍ وفعل طاعات، بل الأهم أنها تستجيش المشاعر وتطلب الوجدان، أي تحقيق التوحيد في الشعور أولًا، وعلى قدر ما يستقيم الشعور؛ يستقيم السلوك!
ولا يوجد موطن يختبر هذه الحقيقة مثل موطن الشدة الذي يظهر فيه معدن القلب وأصالة النفس.. الاحتساب والافتقار والمعية والتوكل والإنابة وصدق الطلب والرجاء في الله وحُسن الظن فيه والعِزة به والانكسار له وقطع العلائق بغيره..
وهذا جوهر التوحيد الذي به تقف النفس عند حدود الله وعند العدل والفضيلة استعدادًا للقائه وتَهيُّبًا من حسابه عز وجل.