وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
270 عدد المشاهدات
إحدى القيم الفريدة العظيمة التي أكدتها الشريعة؛ “الحياء“، بلغ من عظمته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه؛ “إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء”!
بالمقارنة مع الغرب مثلًا ستجد أقرب معنى عندهم للحياء هو “الخجل”، ولن تجد عندهم قيمة بعينها تعادل “الحياء” بالمعنى الذي نعرفه!
وهو لا يختص بالمرأة فقط، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها.. لكن لأن الأصل أن”الحياء” مركب في طبيعة المرأة، لما تستلزمه قوة العاطفة عندها فكان ارتباط الحياء بها أشد، لذلك في الآية: “فجاءته إحداهما تمشي على استحياء”.. لماذا قال: “على استحياء” مع أن الأوقع أن تكون “باستحياء”؟!
حتى تفهم أنها جُبلت على الحياء، كأنه مركبٌ فيها، مُتمكِّنة منه، مالكة لزمامه، فعبر بأداة الاستعلاء “على”..
لذلك فسؤال التربية عن الحياء، ليس عن كيف يعلم الأب أو الأم ابنتهما “الحياء”؟! لأنها تأتي إلى الدنيا به، لازم من لوازمها كامرأة.. فالسؤال عن كيف فقدت هذه القيمة؟! ومتى بدأت تفقدها؟! وكيف نحافظ على ألا تققدها؟!
طرف البنت القاصر، صوتها الخفيض، كلامها المتلعثم، استئذانها المتكرر، رُعبها أن ينكشف منها شيء، فظاظتها إذا امتدت إليها يد.. كل هذا من إفرازات الحياء الفطري!
ربما ينظر البعض لها بوصفها صفات سلبية.. لكن فقط لأننا ابتعدنا عن الفطرة! انظر كيف أن عمران بن حصين رضي الله عنه حينما روى حديث “الحياء كله خير” فعارضه أحد التابعين فقال: إنا لنجد في بعض صحف الحكمة أن منه سكينةً ووقارًا لله، ومنه ضعف؛ غضب حتى احمرت عيناه، وقال: “ألا أراني أحدثك عن رسول الله وتعارض فيه بالحكمة؟!”
إن الحياء هكذا في طبيعته؛ انقباض وانكسار واستكانة.. كلها صفات ليس فيها خير إلا في موطن “الحياء”، فهي قوة في الحياء ضعف في غيره، مدح في الحياء ذم في غيره، جمال في الحياء قبح في غيره..