وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
97 عدد المشاهدات

‏آلاف الشهداء في “غزّة” نظير عشرات المُفرج عنهم! كيف يُسمى هذا “نصر”؟!

‏أهم ما فعله الإسلام في الصحابة أنه قوَّض كل الحسابات المادية في أعينهم، ومن ذلك فكرة “العدد”.. فحين تكلم عن العُدة “كمْ من فئةٍ قليلة غَلبتْ فئةً كثيرة بإذن الله”.. وحين تكلم عن الإنفاق: “أنفقْ بلالًا ولا تخشَ من ذي العرشِ إقلالآً”.. وحين تكلم عن الشهد|ء: “ولا تقولوا لمن يُقتلُ في سبيل الله أمواتٌ”.. وحين تكلم عن استنقاذ النفس المؤمنة “ومن أحياها فكأنما أحيا الناسَ جميعًا”!

‏حين تكلم عن كل حسابات الدنيا “متاعٌ قليل ثم مأواهمْ..”!

‏المقاييس في الإسلام مختلفة لأنه عقيدة وشعور قبل أن يكون سلوكًا وفعلًا، فالنصر ليس “عددًا” فقط.. إضعاف العدو نصر، مراغمته نصر، غيظه نصر، كسر هيبته نصر، الفتح لدين الله نصر، جعل كلمة الذين كعْروا السُّفلى وكلمةُ الله هي العُليا نصر، الثبات نصر!

‏كل رزق للمؤمنين؛ نصر من الله كما قال الشنقيطي!

‏بل من عجيب ما سماه القرآن نصر؛ صدق وعد الله للمؤمنين “ويَومئذٍ يَفرحُ المؤمنونَ بنصرِ الله” فالنصر لم يكن لهم بل كان لعدوهم على عدو عدوهم لكنه صَدق وعد الله لهم!

‏لذلك لاحظ كيف سمى العلماء حديث “لا تَزال طائفة من أُمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم”؛ حديث “الطائفة المنصورة”!

‏موازين المؤمن مختلفة، لو كان للعدد قيمة ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة للمدينة، ولا خرجوا من المدينة لجزيرة العرب، ولا خرجوا من جزيرة العرب للفرس والروم.. لو كان للعدد قيمة لم يكن ليصلك هذا الدين.

Share via
Copy link