من علامات المؤمن في أزمنة الغُربة؛ أن يرى ما لا يراه غيره، ويهتدي إلى ما لا يهتدي إليه غيره، في الحديث: “إن الدجال مكتوبٌ بين عينيه كافر، يقرؤه كلُّ مؤمنٍ”!
المؤمن يرى بالله، ومن كان كذلك حيَّر الخلائق في إيمانه وأفعاله.. هذه المشاهد الأسطورية في العزيمة والثبات التي تراها في “غزّة” لن تجد معرفة تُفسرها لك إلا هذا الدين وهذه العقيدة!
فغير المسلم يرى بأدواته ثم نفسه، فإذا خذَلتْه أدواته لم تُسعِفه نفسُه.. والمؤمن يرى بالله ثم بأدواتِه، والذي هو “بالله” لا يَبْطش بيده ولا يمشي برجله ولا يُبصر بعينه.. إنما يَبْطش بالله ويسعى بالله وينظر بالله، ومن كان كذلك لَزِمَه عونه ومدده وجبره وبركته، لا يضرُّه شيء لا في سكونه ولا في حركته، لا في حاله ولا في مآله، لا في رخائه ولا في بلائه!
قال حذُيفة بن اليمان رضي الله عنه: “إن في قلب المؤمن سراجًا يُزهر”.