من سُنن الله عز وجل في النفس؛ أن المشاعر النبيلة تبدأ بالتكلُّف وتنتهي بالانشراح، فانقياد النفس للنقائص سهل وسريع، وحصول المكارم صعب وشاق!
فالذي لا يتكلّف المروءة؛ يتصاغر، والذي لا يُرغم نفسه على الرضا؛ يسخط.. لاحظ مثلًا، أمر القرآن بالصبر؛ بـ “اصطبر” بعض المفسرين قالوا حبس النفس على الصبر، وهو تعبير بليغ، كأن الاصطبار ربط وتقييد!
فالأخلاق النبيلة ليست سهلة، بل تُطلب لتَحصل، ويُتكلّف فيها لتدوم.. ولذلك في تفسير قول الله تعالى: “قد أفلحَ من تزكَّى” يقول الطاهر بن عاشور: “عالج أن يكون زكيًّا، أي بذل استطاعته، فمادة “التَّفَعُّل” للتكلُّف وبذل الجُهد”!
وفي الحديث؛ “ومن يستعففْ يُعِفه الله، ومن يستغنِ يُغْنه الله، ومن يتصبَّر يُصبره الله”، ونحوه: “وإنما الحلم بالتحلم”.
من أرغم نفسه الأخلاق النبيلة شرحها الله في صدره.