أعظم الوفاء وطيب العهد، ما كان مع الله عز وجل.. أن تتبرأ من حولِكَ وقوّتكَ، لا عند سؤال النعمة فحسب، بل بعد حصولها كذلك، وبعد زوالها.. أن تذكر المنِّة في أيام الشدّة، وتستحضر العطاء في أوقات المنع، ولا تنسى العزة حين الألم،
أن ترى أنه لولا ألطاف الله ما كان لك أن تصير إلام صرتَ إليه..
حتى مشاعرك النبيلة نحو إخوانك وتجاه آلام أُمتك؛ فضل من الله تعالى!
وتأمل موقف النبي صلى الله عليه وسلم لما دعا غلام يهودي يحتضر؛ للإسلام، فأسلم.. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: “الحمد الذي أنقذه بي من النار”.. فانظر كيف نسب الهداية لله وجعل نفسه سببًا موصلًا لفضل الله ليس أكثر!
وكان يقول يوم الخندق حين اشتد البلاء: “والله لولا اللهُ ما اهتدَيْنا، ولا تَصدَّقنا ولا صلَّينا”.
أعدل العدل؛ حفظ عهد الربوبية والعبودية.