وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
253 عدد المشاهدات
قال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيتُ أحدًا لقي من السقم ما لقي الشافعي، فدخلتُ عليه فقال: اقرأ من آل عمران، فقرأتُ، فلما هممت بالانصراف قال: “لا تغفلْ عني فإني مكروب”!
لك أن تتخيل أن هذا رجاء الشافعي.. وتأمل لفظة “مكروب” أي مهموم حزين قلق.. فرغم جلالة قدر الشافعي، ورغم علمه ومعرفته حق الله ومحبته، لكن ذلك لم يمنع عنه الكرب، وهو من هو!
النفس ضعيفة وهنة، والدنيا ثقيلة قاسية أشد من أن يسير أحدنا فيه وحده.. لذلك كانت الصحبة والمحبة في الله جزءًا من الروح، بل روح فوق الروح..
تأمل كيف أن النداء في غالب القرآن يكون بـ “أيها الذين آمنوا”، أو ينتهي بـ “المؤمنون”، “المؤمنين”!
لماذا؟!
للتأكيد على فكرة الجماعة المؤمنة وأهميتها في تحقيق عبودية الأفراد.. ويكأن تحقق العبودية والطاعة وكمال دين الفرد؛ مرتكزه الجماعة المؤمنة.. حركة الجماعة؛ حركة للفرد!
المسلم لا يعمل لخير نفسه فقط، بل خيره لغيره أسبق..
يُعينه على عمل أو يتحمل عنه ديْن.. فإن لم يقدر على إعانته والحمل عنه؛ دفع عنه ظُلم أو رد عنه أذى.. فإن لم يقدر؛ علَّمه وأمره بمعروف أو نهاه عن منكر وهداه إلى مراشد أمره.. فإن لم يقدر؛ خفف عنه وبكى معه أو دعا واستغفر له.. فإن لم يفعل كفاه شره!
Share via
Copy link