تدوينات

الأعمال بالخواتيم

من جماليات الشريعة، أن العبرة فيها بالخواتيم.. فهي تُراعي السبق في الخيرات لكنها ترهن الأجر بالخواتيم. ومن إبداعات ابن تيمية في بيان السِّر في أن "الأعمال بالخَواتيم" قوله: "لأن جميع الحسنات تُحبَط بالرِّدَّة، وجميع السيئات تُغفر بالتوبة.. فتحسينُ خاتمة العمل أولى من تحسين فاتحته"! لذلك كان أحب...

قراءة المزيد

زكاة الفطر ومسئولية الإنفاق

بمناسبة الجدل حول زكاة الفطر وكيفية إخراجها.. من الأمور المُلفتة للنظر في الشريعة، ومن محاسنها في قضية المال؛ تركيزها على مسألة "صرف" المال! ستجد أن اهتمام الناس والنُظم غالبًا ما ينصب على مسألة "كسب" المال، والتشديد على أهمية أن يكون جائزًا ومشروعًا، وهذا أمر اهتمت به الشريعة أيضًا، لكن الشريعة...

قراءة المزيد

السؤال بالنعمة

من أجَلّ ما يُسأل الله تعالى به؛ سؤاله بالنعمة.. لذلك في حديث سيد الاستغفار الذي هو من أعظم الدعاء: "أبوءُ لك بنعمتِكَ عليَّ وأبوءُ بذنبي"، أي كما أنخلع من اغتراري بنفسي؛ أُقرُّ بعيوبي! فالافتقار يوجب الانكسار، ومشاهدة المنّة تستجيش المَسْكَنة.. قال ابن القيم: "وأقرب باب دخل منه العبد على الله...

قراءة المزيد

عمود الدين وذروة سنامه

من جوامع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، قوله إذا عاد مريضًا: "اللهم اشفِ عبدك؛ يشهدُ لك صلاةً وَيَنْكَأُ لك عدوًا"! فجمع بين عمود الدين، وذروة سَنَامه.. ولخص كل وظائف المؤمن في الحياة؛ العبودية ورفع اسم الله في الأرض، جمع بين الولاء والبراء في أبعد غايتهما؛ الطاعة مع أولياء الله عز وجل، والنكاية...

قراءة المزيد

وإن تتولَّوا

"وإن تتولَّوا يَستبدلْ قومًا غيرَكم ثم لا يكونوا أمثالَكُم" إذا تأملت هذه الآية، تعلم حقيقة غريبة؛ أنه رغم مرارة سُنة "الاستبدال" وشدّتها على من بُدّلوا؛ إلا أنها رحمة بالمؤمنين! فالاستبدال لم يُذْكر في القرآن إلا عند الكلام عن نُصرة الدين ونجدة المؤمنين، وفي الموضعين الذين ذُكر فيهما الاستبدال...

قراءة المزيد

حتى يُعذرِوا!

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما هلَكَ قومٌ حتى يُعذِروا من أنفُسِهِم"، أي أُقيمت الحُجة عليهم، ولم يبق لهم عذر في ترك العمل بالحق، حتى أن أحدهم لا يجد ما يعذر به نفسه التي بين جنبيه.. قال الطيبي: "فكأنهم أعذَرُوا من يُعاقبُهُم"! قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ما أهوَن الخلق على الله عز وجل إذا...

قراءة المزيد

تهوين الباطل يُفضي إلى ذهاب الحق

أكثر العبرة من تكرار الاستعاذة من صراط "المغضوبِ عليهم" و "الضَّالين" في كل صلاة؛ إدراك أن معرفة الحق تقتضي تجنب الباطل، وإقرار الحق يستلزم بُغض الباطل، لأن تهوين الباطل يُفضي إلى ذهاب الحق. هذه القاعدة تستطيع أن تُطبقها على كل باطل يهون في نظرك، سواء كان واضحًا كالمُلهيات، أو مشتبهًا كالتضليل في...

قراءة المزيد

شعور العبودية

من أصول تربية المسلم لنفسه وأهله، وتزكية النفس في زمن الابتلاء خاصةً؛ ألا يستسهل سؤال: لمَ أمرَ ربُّنا؟، فالمؤمن يوطِّن نفسه على سؤال: بمَ أمرَ ربُّنا؟ من الحصون التي يجب أن تحفظها داخل نفسك؛ شعور أنك عبد لله عز وجل.. الذي يُرسخ هذا الشعور، ويزيد الانقياد؛ سؤال "بمَ أمرَ ربُّنا؟"، لا "لمَ أمرَ...

قراءة المزيد

الغُربة

من ركائز هذا الدين؛ الغُربة .. شعور المؤمن بالغُربة أصل! إدراك هذا الأصل والانسجام معه أكبر ما يعصم من تطويع دينه للواقع، وترقيعه برضا الناس وتحاشي سَخطهم، كان ابن القيم يقول: "فالإسلامُ الحقيقيُّ غريبٌ جدًّا، وأهلهُ غرباءُ أشدُّ الغُربة بين الناس"! والنبي صلى الله عليه وسلم أشدّ من عانى الغُربة...

قراءة المزيد

منَّة التمكين!

"ونُريدُ أن نمُنَّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهُم الوارثين" وكيف يجتمع استضعافهم، مع إرادة الله عز وجل المنّة عليهم؟! لأن منَّة الله تعالى عليهم بتمكينهم ممن استضعفهم قريبة الوقوع؛ فإرادة المنَّ عليهم ملازمة لاستضعافهم! تضيق بهم الأرض، وأسباب توريثهم تُقدّر في...

قراءة المزيد

النية وتهذيب النفس

"إن يَعلمِ اللهُ في قلوبكم خيرًا يُؤتِكم خيرًا" من أعظم جماليات الدين، وأهم أسباب تغيير طِباع الإنسان وتهذيبه وتربيته وإصلاحه؛ "النية"، وقديمًا قيل: انْوِ الخير تجد الخير! لا تكاد تجد منظومة في الدنيا تُقيم لها وزنًا أو اعتبارًا أو تعوّل عليها.. لكن الإسلام كما يُقيم وزنًا للظاهر؛ يُقيم للباطن،...

قراءة المزيد

الظلم والفقر

من قَصص القرآن العجيبة التي تربط بين الفقر والظُلم كأنها تصف لنا الواقع؛ قصة أصحاب الجنة! القصة التي بدأت بالاجتماع على منع حق الله تعالى وحق الضعفاء، وانتهت بأن أقبلَ "بعضهم على بعضٍ يتلاومون"! لماذا استحقوا الحرمان، وسلب النعمة، ومحق البركة، "بل نحن محرُومون"؟ لقد كانوا يتصورون أنهم "أحرار" فيما...

قراءة المزيد

الأخلاق النبيلة

من سُنن الله عز وجل في النفس؛ أن المشاعر النبيلة تبدأ بالتكلُّف وتنتهي بالانشراح، فانقياد النفس للنقائص سهل وسريع، وحصول المكارم صعب وشاق! فالذي لا يتكلّف المروءة؛ يتصاغر، والذي لا يُرغم نفسه على الرضا؛ يسخط.. لاحظ مثلًا، أمر القرآن بالصبر؛ بـ "اصطبر" بعض المفسرين قالوا حبس النفس على الصبر، وهو...

قراءة المزيد

العجز والاستطاعة

من دقائق الشريعة أن كل مساحة عجز لابد أن تُقابلها مساحة استطاعة، وإن قلت! ‏فالمسلم لا يصير عاجزًا تمامًا إلا بالموت، وتأمل مثلًا كيف أن إنكار المنكر؛ مراتب، فمن تعذر عليه عمل اليد؛ تبقى له عمل اللسان، ومن فاته عمل اللسان تبقى له عمل القلب والمشاعر. فالمسلم لا يخلو عن عمل تجاه واقع، مهما شعر بالعجز...

قراءة المزيد

الإيمان أصل أسباب المودة

"إنَّ الذين أمنوا وعملوا الصالحاتِ سيجعلُ لهُمُ الرحمنُ وُدًّا" يقول البقاعي في أحد وجوه تفسيرها: "أي حُبًّا عظيمًا في قلوب العباد، من غيرِ تودُّدٍ منهم ولا تَعرضٍ للأسباب التي تَكسبُ بها الناس موّدات القلوب من قرابة أو صداقة أو اصطناع غيره"، قال ابن تيمية: "الودُّ محبةٌ في القلوبِ المؤمنة"! لهذا...

قراءة المزيد

دار كَدَر!

مما يُعين على تجاوز آلام الأيام والحزن الذي في القلوب؛ توطين النفس على أن الدنيا دارُ "كَدَر"! انظر كيف أن الله عز وجل بقَسَمٍ بعد قَسَم يقول: "لقد خلقنا الإنسانَ في كَبَد"، أي لا ينفك عن التعب والشدّة والعجز، وهذا لزوم التمحيص، وإدراك أن الدنيا ليست مُستقَر ولا يدوم فيها حال، فلا تستقِر في القلوب...

قراءة المزيد

المؤمن القوي

من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم البليغة؛ "المؤمنُ القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعنْ بالله، ولا تعجز"! فمناسبة قوله: "ولا تعجز" مع قوله: "المؤمنُ القوي"، أي خذ بأضعفِ الأسباب واستعن بالله، ولا تعجز عن الحرص والاستعانة، فإن الله تعالى يُعطيك قوة...

قراءة المزيد

عصر العلم والانحطاط

كانوا يقولون هذا عصر العلم وحقوق الإنسان، ويوهمون الناس بأن العالم بالعلم سائر إلى الرفاهية والسعادة اللانهائية.. فإذ بالجاهلية أشرف منه، وإذ به عصر الجهل والظلم والانحطاط الأخلاقي والظلام! أي خسارة خسرها العالم بانحطاط الشرق والبُعد عن شريعة رب العالمين! "فمن اتَّبع هُداي فلا يضلُّ ولا يشقى ومن...

قراءة المزيد

أعدل العدل

أعظم الوفاء وطيب العهد، ما كان مع الله عز وجل.. أن تتبرأ من حولِكَ وقوّتكَ، لا عند سؤال النعمة فحسب، بل بعد حصولها كذلك، وبعد زوالها.. أن تذكر المنِّة في أيام الشدّة، وتستحضر العطاء في أوقات المنع، ولا تنسى العزة حين الألم، أن ترى أنه لولا ألطاف الله ما كان لك أن تصير إلام صرتَ إليه.. حتى مشاعرك...

قراءة المزيد

الدين وأساسيات الحياة

من دقائق الشريعة ومعانيها العظيمة.. أنها لا تترك شيئًا أساسيًّا في حياة الناس، معنويًا كان أو ماديًا، إلا ربطته بمعنى ديني عقدي أو تزكوي تربوي! لننظر مثلًا لموضوع "النصر" ، ولاحظ تعبير القرآن بـ "إلّا مِن عِنْدِ اللَّه".. وكيف أنه يرتبط لزومًا ويُشتق من اسم من أعظم أسماء الله تعالى "النصير"، الذي...

قراءة المزيد

وتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسباب!

في الأثر: "خالطوا الناس وزايلوهم".. أي خالطوهم ولا تتأثروا بهم في القول والعمل، خالطوهم بالأبدان وزايلوهم بالقلوب.. يزعجني دومًا صنف الناس "الإمعة" السبهللة عبد المشاهير وأصحاب السلطة والمال، تأمل قول الله تعالى: "إذ تبرأ الذين اتُّبِعُوا من الذين اتَّبَعُوا ورَأوُا العذاب وتَقَطَّعَتْ بِهِمُ...

قراءة المزيد

هي أشياء لا تُشترى

"هي أشياء لا تُشترى".. هذه الكلمة العبقرية لأمل دنقل تختصر لك كلامًا كثيرًا حول أن بعض احتياجات النفس لا تُجبر ولا تُعوض، خاصةً إذا مست المروءة أو عزة النفس أو الرضا القلبي! حتى إن إبراهيم السكران فرج الله عنه، في كتاب "مسلكيات" حين أراد أن يختصر كلامه حول أوهام بر الوالدين، وأنه يرتبط بنوع من خاص...

قراءة المزيد

عِلم الآخرة

"يعلمونَ ظاهرًا من الحياةِ الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون".. لا توجد آية تتضمن مدحًا للذكاء والنباهة ونحوها من الصفات الفردية التي يتبارى فيها الناس وتُمتدح لأجلها عقولهم؛ إلا هذه الآية تقريبًا.. ومع ذلك فقد جاء مدحها في سياق الذم! فلا الذكاء ولا النباهة ولا المواظبة ولا بياض القلب، ينفع صاحبه إذا...

قراءة المزيد

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة!

أكبر خيانة للمجاهدين والثابتين والصابرين على الحق؛ خيانتهم في الدين.. يُقدم أحدهم نفسه وما ملك لله تعالى؛ فنوالي ونُعادي نحن على غيره عز وجل! لا يوجد في الإسلام شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، المبدأ في الإسلام: "إن العين لتدمع وإن القلب ليجزع، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا".. من صِدق الحُزن...

قراءة المزيد

صناعة المشاهير وصناعة الوهم

صناعة المشاهير لها ثمن.. الأُمة التي تُزكي دون حساب تدفع ضريبة ذلك خُذلان وصدمات! لذلك لاحظ براعة الشريعة في نهيها عن "المدح" والإطراء بلا سبب أو الزائد عن حدّه، وكيف أنها بالغت في ذلك، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: "احثوا في وجوه المداحين التراب"! وحين سمع أحدهم يمدح آخر قال صلى الله عليه...

قراءة المزيد

لهُدِّمت صوامعُ

سبحان الله، هدم الصهاينة للمساجد والكنائس وتدنيسهم لها، كما فعلت أوربا في حروبها مع بعضها من قبل وحين استعمرت بلاد المسلمين؛ يدُلُّك على عظمة دين الإسلام وعظمة شريعة الجهاد. من أجلّ ما يَذكُره العلماء في تشريع الجهاد، ويدلّ على أن الإسلام دين الحق.. استدلالهم بقول الله تعالى: "ولولا دفعُ الله...

قراءة المزيد

النُصرة و “لا إله إلا الله”

مهم نُدرك أن نُصرة هؤلاء المظلومين في غزة والسودان وسوريا وبلاد المسلمين، والعمل التي نبذله لهم، والمشاعر التي نبذلها فيهم؛ ترتد كلها لـ "لا إله إلا الله"، شهادة "لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله" هي التي أوجبت علينا حقوقهم. "لا إله إلا الله" سبب موجب للولاء والبراء، الولاء للمؤمنين بها، والبراء...

قراءة المزيد

من كنوز الإحسان

من عباد الله عز وجل الذين أكد في كتابه على محبته لهم "المُحْسِنين".. أفردهم تعالى بهذا التأكيد في خمسة مواضع من كتابه العزيز، بخلاف مواضع كثيرة أخرى كرر فيها أنه لا يضيع أجرهم، وأخرى أنه يزيد في أجورهم، وأخرى بشرهم فيها، وأخرى جعل الأنبياء فيها في زمرتهم! من كنوز الإحسان ألا تتجاوز النفس مشاعرها...

قراءة المزيد

المؤمن “بالله”

من علامات المؤمن في أزمنة الغُربة؛ أن يرى ما لا يراه غيره، ويهتدي إلى ما لا يهتدي إليه غيره، في الحديث: "إن الدجال مكتوبٌ بين عينيه كافر، يقرؤه كلُّ مؤمنٍ"! المؤمن يرى بالله، ومن كان كذلك حيَّر الخلائق في إيمانه وأفعاله.. هذه المشاهد الأسطورية في العزيمة والثبات التي تراها في "غزّة" لن تجد معرفة...

قراءة المزيد

إنَّا كفيناك المُستهزءين

خطاب الاستهزاء واللمز بالمجاهدين في "غزة" ذكرني بقول الله تعالى حكايةً عن المشركين: "وقال الذين كفروا هل نَدُلُّكم على رجُلٍ يُنبِّئُكم إذا مُزقتُم كُلّ مُمزقٍ إنكم لفي خلقٍ جديد".. أرادوا أن يحقروا من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فنكروه بقولهم "على رجُلٍ" وهم يعلمون أن شَرفه فيهم أظهر من الشمس!...

قراءة المزيد

ولكنَّ اللهَ رَمى!

‏نحن نعيش في "غزة" معجزة والله.. إذا أردت أن تعرف معنى "ولكنَّ اللهَ رَمى" انظر لهذه الملابس البالية التي سَترتْ نفسًا عملاقة من أغلى النفوس على الأرض، والنعل الذي ينتعله في قدمه، والعِصابة التي عَصبَ رأسه بها، والسلاح البسيط الذي يحمله، بلا دروع ولا تترس ولا طائرات ولا دبابات.. يُقاتل حثالة...

قراءة المزيد

لنهدينَّهُم سُبُلنا

ما تراه من مشاهد التوفيق العجيبة لإخواننا المجاهدين في "غزة" ما هو إلا بركة واحدة من بركات الجهاد! ‏خذها قاعدة أكثر بركات الجهاد وأعظمها غير محسوس.. يدفع الغم، ويُثبِّت الفؤاد، ويُزَكّي النفس، ويُحق الحق، ويُبطل الباطل، ويُذهب غيظ القلوب، وفي الحديث الصحيح: "مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم...

قراءة المزيد

إلف المأساة!

من قسوة القلب "إلف المأساة".. من الإيمان أن لا يهون عليك مُصاب أخيك، مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بنساء يَبكينَ موت بعض الصحابة يوم أُحد فقال: «لكن حمزةَ لا بواكيَ له»! ليس أثقل على أخيك من أن تألف مأساته، وتجعل شِدّته وراء ظهرك، ألا ترى أن مما ورد من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني...

قراءة المزيد

والعاقبةُ للمُتقين

من أهم السُّنن الإلهية التي يجب على المؤمن استحضارها في حركته، خاصةً في هذا الزمان؛ ‏"إن الأرضَ للهِ يُورِثُها من يشاءُ من عبادِه والعاقبةُ للمُتقينَ" فالأرض مُلكه، إذا كان خَلْقها وبَسْطها يسيرًا عليه؛ فتمكين عباده المؤمنين منها أيسر وأهون! ‏يقول الطاهر بن عاشور: "من يشاءُ الله أن يُورثهم الأرض...

قراءة المزيد

الجهاد.. وتزكية النفس

لو أن درسًا واحدًا يمكن أن نستفيده من أخلاق معاملة إخواننا في غزة للأسرى ومشاهد خروجهم العزيز.. فسيكون أثر هذه الشعيرة المُباركة "الجهاد" في تزكية النفس. أهم ما في التزكية في الإسلام أنها لا تطلب السلوك فقط من ترك معاصٍ وفعل طاعات، بل الأهم أنها تستجيش المشاعر وتطلب الوجدان، أي تحقيق التوحيد في...

قراءة المزيد

موازين المؤمن

‏آلاف الشهداء في "غزّة" نظير عشرات المُفرج عنهم! كيف يُسمى هذا "نصر"؟! ‏أهم ما فعله الإسلام في الصحابة أنه قوَّض كل الحسابات المادية في أعينهم، ومن ذلك فكرة "العدد".. فحين تكلم عن العُدة "كمْ من فئةٍ قليلة غَلبتْ فئةً كثيرة بإذن الله".. وحين تكلم عن الإنفاق: "أنفقْ بلالًا ولا تخشَ من ذي العرشِ...

قراءة المزيد

غزة.. والعهود الربانية

لا يمكن تستوعب أحداث "غزة" الأخيرة التي تجري بعيدًا عن العهود الربانية وانعكاساتها في النفس الإنسانية، وهذا أهم ما يُميز نظرتكَ للأمور باعتبارك "مسلمًا". مثلًا، من يُنضالون في صف هذه القضية الفلسطينية، لا يمكن أن تفهم جيدًا هذا التمييز والتمحيص بعيدًا عن فكرة "اصطفاء" الله عز وجل وتزكيته للمؤمنين،...

قراءة المزيد

قد يعلمُ الله المُعوِّقين منكم

في أزمنة العزة والكرامة، ثمة نوع من الناس مهم تحذره وتُحقِّر منه ما استطعت، أخبرنا الله عز وجل عنه بقوله: "قد يعلمُ الله المُعوِّقين منكم".. نوع من المنافقين يُنبهنا تعالى لوضاعَتهم ومحاولتهم صناعة العجز في زمن الانتصار؛ باللعب على ضعف الناس وخوفهم ورقة طبعهم في وقت الشدة! الله تعالى بعد أن عدَّ...

قراءة المزيد

هل يثق الغرب في العلم حقًّا؟!

أكاد أجزم أن أول من لا يثق في العلم بمرتكزاته الغربية هو الغرب نفسه! الحياة القلقة والارتياب الذي يعيشه الغرب؛ بسبب العلم لا الدين.. انظر كيف سيطر هاجس الرعب من التكنولوجيا والمختبرات على الأدبيات والروايات والأفلام الغربية، وكيف أن التكنولوجيا / المختبرات كانت أهم عوامل نهاية العالم في خيالهم؟!...

قراءة المزيد

الدين وأهوال النفس!

من الآيات الآسرة قول الله تعالى: "ولا تخافي ولا تحزني إنا رادُّوه إليك وجاعلوه من المرسلين"، ما قُدَّر على أم موسى عليه السلام كان فوق كل تصور.. وتأمل كيف يُعبّر القرآن عن نفسها بعدما فارقتْهُ؛ "وأصبح فُؤاد أم موسى فارغًا"، إذ شغلها حُب موسى وفقده عن كل الخواطر، ورغم شدة البلاء، تأتي هذه الطمأنة...

قراءة المزيد

العبرة بالموت

بعض الناس العبرة العظيمة التي يتركها لنا بموته، لا تقل عن تلك التي قدمها في حياته، قال تعالى: "وأنْ ليس للإنسان إلا ما سعى، وأنَّ سعيَهُ سوف يُرى، ثم يُجزاه الجزاءَ الأوفى"، تأمل لفظة "الأوفى"، وهو التمام والكمال، فيدخل فيه أن يُرى أثر سعي المؤمن لنفسه يوم القيامة ويُرى للخلق في الدنيا، إبهاجًا...

قراءة المزيد

التسليم: إبراهيم عليه السلام والبيت الإبراهيمي!

إبراهيم عليه السلام أجلّ من أن يُنسب للدعوة الإبراهيمية التي يسمون بيتهم بها، إبراهيم عليه السلام أكمل البشرِ إيمانًا وأعظمهم إسلامًا بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، اتخذه الله عز وجل كما اتخذ نبينا "خليلًا"، واختصه بشعائر في أهم أركان الإسلام؛ مِن تشهد في الصلاة ونُسك في الحج، وزكاه في كتابه فسماه...

قراءة المزيد

رحمة موسى وضلال بني إسرائيل

في حديث المعراج الطويل الذي يرويه البخاري وغيره أن موسى عليه السلام لما سَلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ بكى، فقيل له: ما يُبْكيكَ؟! قال: "أبكي لأن غُلامًا بُعِثَ بعدي يدخُلُ الجنةَ من أُمته أكثر ممن يدخُلُها من أمتي"، أي من الذين اتبعوه قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم! قال الطيبي: "وبكاء...

قراءة المزيد

ماذا تبقى؟!: عبرة الزلزال

لله الذين قضوا في زلزال سوريا وتركيا، كم تركوا فينا من عبرة! من لم يُؤثِّر فيه هذا الزلزال بتذَكُّر أو اعتبار؛ فليراجع قلبه ونفسه.. الآلاف الذين ماتوا، في لمح الصبر، الذين ذهبوا وأزواجهم وأولادهم، وذهبت معهم كل آمالهم وأمانيهم وتطلعاتهم وإنجازاتهم وأفكارهم.. ما جمعوه من أموال، وبنوه من مساكن،...

قراءة المزيد

عن معرض الكتاب

عن معرض الكتاب واقتناء الكتب.. لا تنسى أن المغزى الأساسي للمسلم من المعرفة؛ "التزكية"، فمنها تأتي أهمية كل العلوم والأفكار والمعارف المتصلة بالإنسان، اسمع قول الله تعالى: "كما أرسلنا فيكُم رسولًا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويُزكِّيكُم ويُعلِّمكم الكتاب والحكمة ويُعلِّمكم ما لم تكونوا تعلمون"، وكان من...

قراءة المزيد

الله أكبر

لن تتخلص من أَسر الانبهار بالحياة ومادياتها وأشخاصها، إلا إذا غرستَ في قلبك عظمة الله تعالى غرسًا.. تأمل كيف بدأ الأذان خمس مرات في اليوم والليلة بـ "الله أكبر"؟! وكيف بدأت كل صلاة بـ "الله أكبر"؟! وكيف كانت "الله أكبر" شعار المسلمين في أعيادهم وانتصاراتهم؟! لتتذكر دائمًا أن الله أكبر من الهموم...

قراءة المزيد

كمال الله في عدله

من الأمور الملفتة للنظر في القرآن، تفصيله في أحوال الآخرة، لا للاعتبار والاتعاظ فحسب، بل أيضًا لتأكيد كمال الله عز وجل في صفاته، وعظمة دين الإسلام في قيمه! تأمل مثلًا قول الله تعالى: {اليومَ نختمُ على أفواههم وتُكلمنا أيديهم وتشهد أرجُلُهم بما كانوا يكسبون}، فهذه الآية على قدر ما هي مرعبة، على قدر...

قراءة المزيد

شواهد الدين في الفطرة..

من الأمور المثيرة للانتباه في الإسلام؛ غناه كمنظومة بقيم مناسبة للطبيعة الإنسانية والفطرة.. بعكس التصورات الليبرالية الفقيرة قيميًا وإنسانيًا! ولا أتكلم هنا عن المعنى الديني في القيم كفضائل، لكن أقصد بالأساس المعنى الفطري أي مناسبة القيم لإنسان له تطلع وشهوة.. الغِبطة، المروءة، القناعة، التوبة،...

قراءة المزيد

التوبة

التوبة فكرة أساسية جدًا في الشريعة، حق كفله الله للإنسان، وضمنه بذاته العليّة، وما من حق يفوقه إلا رد المظالم لأهلها. التوبة.. أحب الأعمال إلى الله تعالى، وأعظمها، وأرجاها، وأنفعها، بها تعرف الخلائق شيئًا من حلمه ورحمته وعفوه وجوده وكرمه، لذلك أمر تعالى بالسَّتر، وأمر بالإصلاح، ونهى عن الإزراء...

قراءة المزيد

..من خافَ أدْلَج

"من خافَ أدْلَجَ، ومن أدْلَجَ بلغَ المَنْزِل، ألا أن سلعةَ الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة".. مثال ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لسيرنا في الدنيا إلى الآخرة! كأنه أراد أن يقول: نحن في سفر طويل، لا يصلح فيه أي مسير.. بل لا يصل لنهايته، ولا يقدر عليه؛ إلا من خاف ألا يصل، فبادر وبَكَّر وتيقَّظ...

قراءة المزيد

لا حول ولا قوة إلا بالله

"لا حول ولا قوة إلا بالله".. هي السبب إن ذهبت الأسباب، بها نتقوى إن خارت الهمم، وعليها نعتمد إذا انحلت العزائم.. فلا تَحوُّل من حالٍ إلى حال إلا بإرادته، ولا قوةَ في طاعته إلا بمَدَده، غَلبت مشيئته المشيئات، وانكسرت لإرادته الإرادات، وأعجزَ قضاؤه الحيل! قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: "إن...

قراءة المزيد

التأثم: التزكية والفقه

من المعاني الملفتة للانتباه في أخلاق السلف؛ "التَأثم"، أي التحرج والخوف من الوقوع في الإثم، فتجدهم يتركون أفعالًا ويسكتون عن أمور خوفًا من أن يقعوا في الإثم، كانوا يسمون ذلك "الورع"، فربما تركوا الحلال خشية الوقوع في الحرام، صيانةً لدينهم لذلك كانوا يقولون: "ملاك الدين الورع".. فالمساحة التي تعرف...

قراءة المزيد

وإن كانت لكبيرةً!

مشكلة الاحتفال بـ الكريسماس أنه يمس؛ رد "الدين" علاقاتك بالعالم لعلاقتك بالله وتصورك عن الله.. فتغفل عن أن الله واحد "أحد"، وأن الله فرد "صمد"، وأن الله "لم يلد ولم يولد"، وأن الذي يغفر هو الله وحده، والذي يرحم هو الله وحده، المهدي من هداه الله وحده، والمآل إلى الله وحده. الدين يُريد أن يستخرج كل...

قراءة المزيد

بركة العلم

من السذاجة أن نتصور أن علماء الأُمة والأئمة الكبار معصومون من الخطأ، أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم؛ بشر، غير منزهين عن الخطأ ولا النسيان، ولم يدّعِ أحدهم أنه منزه عن الخطأ أو أنه استوعب العلم أو أن كلامه وحده هو الدين! لكن الفرق بينهم وبين غيرهم، أن كل أمرهم كان في الله، إقدامهم، وإحجامهم؛...

قراءة المزيد

الحياء

إحدى القيم الفريدة العظيمة التي أكدتها الشريعة؛ "الحياء"، بلغ من عظمته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه؛ "إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء"! بالمقارنة مع الغرب مثلًا ستجد أقرب معنى عندهم للحياء هو "الخجل"، ولن تجد عندهم قيمة بعينها تعادل "الحياء" بالمعنى الذي نعرفه! وهو لا يختص بالمرأة...

قراءة المزيد

ولا تنْسَوا الفضل بينَكُم..

"ولا تنْسَوا الفضل بينَكُم"؛ أحد أخلاق الإسلام العظيمة في الزواج خاصة وفي الحياة عامة.. انظر كيف جعل الإسلام؛ حفظ المعروف عبادة؟! وليس المراد عين النسيان، بل المقصود "الترك"، أي ترك الفضل تَرك المَنسِيِّ؛ بحبس الحق، أو بخس القدر، أو نكران البِر، أو الظلم عند القُدرة عليه.. لكنه عبر عنه بـ...

قراءة المزيد

الرأسمالية.. وكرة قدم!

إذا أردت نموذجًا تفهم به ما "الرأسمالية"؟! فلا أحسن من كرة القدم! كرة القدم عبارة عن منتج، لا تُقدم فيه اتحادات الكرة والنوادي؛ مجرد مادة ترفيهية.. بل تستلب بتلك المادة عقول ومشاعر الناس بهدف صناعة المال، شأنها شأن الموضة والسينما! كل دقيقة وكل انفعال معناه زيادة أموال الطبقة الغنية.. ولا أتكلم...

قراءة المزيد

لا تغفلْ عني فإني مكروب!

قال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيتُ أحدًا لقي من السقم ما لقي الشافعي، فدخلتُ عليه فقال: اقرأ من آل عمران، فقرأتُ، فلما هممت بالانصراف قال: "لا تغفلْ عني فإني مكروب"! لك أن تتخيل أن هذا رجاء الشافعي.. وتأمل لفظة "مكروب" أي مهموم حزين قلق.. فرغم جلالة قدر الشافعي، ورغم علمه ومعرفته حق الله ومحبته، لكن...

قراءة المزيد

المعية

تذهلني فكرة "المعية".. معية الله عز وجل لعباده المؤمنين، فكرة مليئة بالمعاني مفعمة بالعبر والعظات، أحد هذه المعاني لزوم إحساس الإنسان بالافتقار وعدم انفكاك هذا الشعور عنه! اسمع قول الله تعالى: "وهو معكم أينما كنتم" فالمعية تقتضي المصاحبة.. فما الشيء الذي يستدعي المصاحبة بين الخالق والمخلوق؟! تأمل...

قراءة المزيد

البُغض في الله

روابط الدين بين المؤمنين كثيرة ومتشابكة، كل رابطة تصل بهم للأخرى.. أكثر هذه الروابط تدور حول المشاعر وعمل القلب؛ محبة المسلمين ومحبة شعائر الإسلام وأوامره ونواهيه.. وأيضًا بُغض من يستخف بمحرمات الإسلام وأوامره ونواهيه.. البغض في الله رابطة من روابط الدين مثله مثل المحبة في الله.. اسمع قول الله...

قراءة المزيد

المال.. وفرض الأفكار

ثمة ملمح مهم في خصوص أزمة أوروبا مع قطر في شأن كأس العالم هو كيف أن المال أقوى من الأفكار، وأكثر تأثيرًا منها؟! المال يحمي الأفكار.. المال قوة.. يمكن من هذا الدرس أن تفهم شيئًا من واقعية الشريعة، حين اهتمت بـ "المال" وركزت عليه في كثير من أحكامها، وحثت على حُسن رعايته في غير آية من كتاب الله، وأن...

قراءة المزيد

الاستعلاء الغربي.. والشريعة

أعتقد أن سر الهجمة الغربية على قطر حول كأس العالم هو الاستعلاء الغربي، لا في خصوص بنية الدولة فقط، بل الأهم الاستعلاء بالقيم والمعايير.. كيف لهذا البدوي "البدائي" أن يحدد لنا المعايير والقيم التي تنظم سلوكنا؟! وكيف للعربي "المتخلف" الذي كنا نملك مقدراته وخيرات أرضه أن يكون فاعلًا في الحضارة التي...

قراءة المزيد

الناس كالإبل المائة، لا تكادُ تجدُ فيها راحلة!

أجد راحة كبيرة عندما أتأسى في الحياة بحكمة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أندم على اتباعها أو التصبر بها مهما كانت النتائج؛ مستبشرًا ببركة الهدي النبوي.. إحدى أبلغ الحِكم الآسرة للنبي صلى الله عليه وسلم قوله: "الناس كالإبل المائة، لا تكادُ تجدُ فيها راحلة" أي رغم كثرتها ربما لا تجد فيها...

قراءة المزيد

!المهرجانات والراب.. والنرجسية والافتقار

أغاني "المهرجانات والراب".. السمة المشتركة فيها كلها؛ نرجسية وكبر، وخسة ووضاعة، وقلة مروءة، واستهتار، وكُره، وحقد، وثبات في الفُجر، واعتزاز بالسفول.. من النتائج المخيفة التي يسببها التساهل في سماع هذه الأغاني، وتعود الشباب عليها.. أنها تزكي صراعاتهم النفسية، وتؤجج احتقانهم الداخلي واضطراباتهم...

قراءة المزيد

الغيبيات.. والذكاء الاصطناعي

يتداول البعض صور لتصور الجنة عبر تطبيقات الرسم بالذكاء الاصطناعي، ولا أشك في حُرمة استخراج هذه الصور ونشرها، ونحوها صور الأنبياء والملائكة.. الجنة والنار والبعث والصراط والحساب وأحوال القيامة تستمد هيبتها من غيبيتها وعصيّها على التخيل والتصور، ومن قداسة النص القرآني الذي يصفها، وعظمة الخالق الذي...

قراءة المزيد

القسامة!

من أحكام الإسلام المُلفتة للنظر؛ حكم "القسامة".. ماذا تعني؟! عادة من عادات العرب وأقرها الإسلام وهذبها، إذا وجد في قرية ما قتيلًا، لم يُعرف قاتله؛ يحلف بالله تعالى مجموعة كبيرة من أهل القرية بأنهم لا يعرفون قاتله، فإذا امتنعوا؛ دفعوا جميعًا ديته! ما ذنب أهل القرية؟! لماذا أقر الشرع هذا الحكم...

قراءة المزيد

باب الإسلام!

يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إن الله نظرَ في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته.. ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن،...

قراءة المزيد

لا يُلدغ المؤمن من جُحْرٍ مرتين

"لا يُلدغ المؤمن من جُحْرٍ مرتين" لا أذكر أني انتفعت بحكمة؛ قدر ما انتفعت بالالتزام بهذا الحديث، وما ضرني شيءٌ قدر ما ضرتني نفسي من تجاهل هذا التوجيه النبوي! أحد المعاني المهمة التي أكدها الإسلام أن المؤمن قوي فَطِن لا يليق به البله كما لا يليق به الضعف، وتأمل أثر عمر رضي الله عنه: "لست بخِبٍّ،...

قراءة المزيد

أعظم محبة!

من مدة حاولت أن أبحث في حكمة جعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سببًا لتفريج الكربات والهموم وخصها بما خُصت من الثواب والجزاء! ومع الوقت أدركت أن الأمر كله مداره على "المحبة"؛ محبة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم؛ محبة لم تتكرر لأحد قبله ولا بعده، كما أخبرنا الله عز وجل.. إذا كنت تحب...

قراءة المزيد

الشيخ أسامة عبد العظيم!

الإرث الذي تركه الشيخ د. أسامة عبد العظيم هو "النموذج"، المثال الحي على أنك تستطيع أن تعيش حياة السلف الفريدة التي تقرأ عنها في الكتب بكل تفاصيلها في الإخبات والزهد والورع والتواضع والجد في العبادة، مهما كانت طبيعة حياتك المهنية ومهما كنت مكلفًا بأعباء في الدعوة والعلم والعمل، حتى لو كنتَ أستاذًا...

قراءة المزيد

تركيب النفس

تركيب النفس أعجب من خلق الجسد، تركيب النفس أحد أبهر آيات وجود الله عز وجل.. ولذلك أقسم بها تعالى "ونفسٍ وما سواها" وهو لا يُقسم إلا بعظيم، فكانت في جملة العظيم الذي أقسم به في كتابه كالشمس والقمر والسماء والنجوم والقيامة.. تأمل أخلاق؛ الصدق والصبر والرضا والحلم والتواضع..، أو شعور؛ الحزن والفرح،...

قراءة المزيد

الصدق

لا أعلم خُلقًا أكرم من "الصدق".. صفة آسرة لا يتصف بها إلا صاحب النفس النقية.. يظل الإنسان له في القلب مهابة ومحبة حتى يتبين أنه كذاب، فلا تبقى له قيمة ولا كرامة. "الصدق" أصل البر.. وتأمل كيف أن الله تعالى لما سمى الأنبياء سماهم "الصادقين" وحين مدح الصحابة مدحهم بالصدق.. من أجمل ما كتبه الغزالي،...

قراءة المزيد

الزواج والأسرة: التضحية في النظرة العلمانية والاستخلاف في التصور الإسلامي

من آثار "العلمنة" في النظر للأسرة؛ تعامل كثير من الزوجات، والأزواج أيضًا، بنفسية "المُضحي".. الغريب أن هذا في الغالب ما يكون مبنيًا على خيالات وأحلام موهومة؛ بمنطق "لو كنت… لكان… لكني تركت هذا كله لأجل الزواج"، كأن الأسرة “مقبرة” دفنا فيها آمالنا العريضة! هذه النفسية وهذا المنطق ناتج عن تمحور...

قراءة المزيد

الجنسية، وشهادة “لا إله إلا الله”

كنت أتكلم مع صديق عن الجنسية في بعض الدول، وكيف أنه في أغلب الأحوال لا يقدر على الحصول عليها إلا الأغنياء ممن هم قادرون على الاستثمار أو شراء عقارات أو دفع مبالغ مالية كبيرة، وفي أحسن الأحوال؛ المتميزون وأصحاب الكفاءات أو الوساطات! حينها خطر في بالي؛ شهادة لا إله إلا الله ! وكيف أنك بها، مهما كنت...

قراءة المزيد

الغلبة للمؤمنين

أحد أهم المعاني الجوهرية التي أتت بها الشريعة؛ الغلبة للمؤمنين.. فمهما صار المؤمن مغلوبًا في بعض الأزمنة لكن دين الله غالب في النهاية ولابُد. عندما تعلم أن "غزة" التي تقاوم اليهـ .ود منذ أكثر من ٦٠ عامًا؛ مساحتها ٣٦٥ كيلو مترًا مربعًا فقط، وأن فترات حصارها هي أطول فترة حصار لمدينة في التاريخ.....

قراءة المزيد

لم نرَ للمتحابين غير النكاح

"لم نرَ للمتحابين غير النكاح".. هذا من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم وأحد أعظم أسرار النفس الإنسانية.. في شرح الطيبي للحديث يقول: "إذا أخذت المرأة بمجامع قلب الرجل؛ فنكاحها يورثه مزيد المحبة"، وجعل ابن القيم الزواج؛ ترياق العشق وأحد أهم مصارفه! شعور المحبة أعمق المشاعر الإنسانية، التي تغير في...

قراءة المزيد

التواضع..

أكثر ما يشدني في طالب العلم والداعي إلى الله والمُفكر والمُعلم؛ البساطة والتواضع، وأعني التواضع الفطري، الذي لا تشعر فيه بأي ثقل، وليس فيه أي قدر من التكلف أو حتى غلب النفس وقهرها عليه! البساطة جذابة، والتواضع صفة آسرة في الإنسان، لا تعرفها فقط من المعاملة ولا الهيئة ولا التخشع الذي يختلط فيه...

قراءة المزيد

الاعتياد والتعلق

أُعاني من مشكلة كبيرة سببها "التعود".. اليوم تأملتُها من جهة مناسبة "الهجرة النبوية".. فاكتشفت كم نحن ضعفاء، نعتاد الأشياء حتى تفجعنا خسارتها، ونعتاد الناس حتى يُضنينا فقدهم وخذلانهم! كان مصطفى السباعي يقول: "العادة تبدأ سخيفة ثم تصبح مألوفة ثم تغدو معبودة"، ويقولون: "العادة أملك" أي من اعتاد؛...

قراءة المزيد

طاقة الانتماء

من أهم ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لتغيير طبيعة الإنسان بين زمني (الجاهلية / الإسلام)؛ تقويض كل أشكال الانتماء القائمة، وإحلال الانتساب الديني محلها في القيمة والاعتبار.. لماذا؟! لأن طبيعة البشر أنها تميل للانتماءات الأضيق نطاقًا، فتمكين الانتماء للدين لم يكن ليتم على أكمل وجه إلا بتقويض كل...

قراءة المزيد

الانتظار

قرأت عند أحد الأصدقاء أمس اقتباس عن نجيب محفوظ يقول: "الانتظار محنة، في الانتظار تتمزّق النفس"! كم هي صادقة هذه العبارة على قلة كلماتها، تخيل كم يمضي من حياتنا انتظارًا.. انتظار خبر، انتظار إجابة، انتظار عودة، انتظار رسالة، انتظار لُقيا، انتظار حلم، انتظار نسيان، انتظار سعادة غامرة.. قائمة طويلة...

قراءة المزيد

لله الحزانى

أحد أهم المشاعر التي أثارت حيرتي ووقفت عندها كثيرًا، خاصةً بعد وفاة أمي رحمها الله؛ شعور "الحزن"! انظر كيف أن الحزن على يوسف ظل يستولي على مجامع قلب يعقوب عليهما السلام، لا يزول عنه ولا ينساه، بل يكبر بمرور السنين ويتعاظم بقِدم الذكرى، حتى ذهبت عينه من جريان الدمع فيها؟! "وتولى عنهم وقال يا أسفىٰ...

قراءة المزيد

العِزة

تعجبني عِزة نفس الإمام الشافعي.. تأمل ما روي عنه: "أظلمُ الظالمين لنفسه؛ من تواضع لمن لا يُكرمه، ورغِب في مودةِ من لا ينفعه، وقبِل مدح من لا يعرفه"!أو حين دخل "سامراء" فلم يُعرف وكان رثًّا عليه ثياب بالية، فاستخف الناس به فقال:عليَّ ثيابٌ لَو تُباعُ جميعُها .. بفلسٍ لكان الفلسُ منهنَّ أكثراوفيهن...

قراءة المزيد

الحجاب والجمال

ثمة فكرة أساسية لا يمكن أن تبني تصورك عن الحجاب، أو تقنع أحد به دون اعتبارها، فهي مُسَلَّمة أساسية لا يمكن تجاوزها في أي نقاش عن الحجاب.. تلخصها بداية وختام آية الحجاب، التي بدأت بـ "الإيمان" وخُتمت بـ "التوبة"! فتأمل كيف خص الله تعالى في الآية بـ "قل للمؤمنات"، ثم بعد أن علمهن شروط الحجاب وما...

قراءة المزيد

القانون والعقوبة الرادعة: أفدح كذبة صدقها الناس!

أكثر تظاهرات إعلامية ودعاوى جماهيرية اندهش لها في أعقاب جرائم القتل والعنف؛ العقوبة الرادعة والمحاكمة العاجلة! هل يستطيع أحد أن يُنكر أن جرائم القتل تزداد في وتيرتها وبشاعتها؟َ! رغم أن أحكام الإعدام لا تقل، حتى أصبح لهذه الجرائم وأحكامها صحافة مخصوصة. لم يكن الردع وحده يومًا حلًا لمنع الخطأ أو...

قراءة المزيد

الاستطاعة وعلمنة بنية الأسرة: هل المشكلة في قائمة الزوجية؟!

أحد المعاني المركزية التي أكدت عليها الشريعة؛ الاستطاعة.. "لا تُكلَّفُ نفسٌ إلا وُسعها"، "لا یُكلِّفُ الله نفسًا إلا وُسعها"، "لا يُكلِّفُ الله نفسًا إلا ما آتاها"، "ولا نُكلِّفُ نفسًا إلا وُسعها"، "يُريد الله بكم اليُسر ولا يُريد بكم العُسر".. عشرات الأوامر والنواهي الشرعية؛ الاستطاعة ركن فيها أو...

قراءة المزيد

الأرض ليست دين!

"قُل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتُموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله".. في قوله: "ومساكن ترضونها" بعض المفسرين يخصها بالدور والبيوت، والبعض يعمم فيذكر أن المراد بها البلاد والأرض، ولا مانع من أن يكون المقصود المعنيين. كل الأشياء...

قراءة المزيد

ريشة بأرض فلاة!

"القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء".. نَسب تقليب القلوب إليه تعالى إشعارًا بأنه تولى بذاته عز وجل أمر قلوبهم! انظر، كيف أن كيف أن بعض النفوس تزوغ بعد رُشد، وبعض الناس تُخاصِم بعد وصل، وتَكره بعد حب؛ فتفجر في الخصومة، وتغدر وتخون وتحقد وتنحط في الظن والاتهام؟! تأمل تقلب القلوب في البغض والحب،...

قراءة المزيد

جماليات الإسلام.. وشهوة اللسان

من جماليات الإسلام أنه لا يكبت طاقة عندك أبدًا، كلما كَبَت شهوة؛ جعل تصريفها في مستحب تُؤجر عليه! تأمل مثلًا؛ حين كبت شهوة اللسان وأمرك بحفظه؛ كيف أتاح لك صرف الرغبة المحمومة في إطلاق لسانك؛ باستحضار معية الله؟! إذا أغضبك أمر: "حسبنا الله ونعم الوكيل" وإذا حزبك أمر: "لا حول ولا قوة إلا بالله" وإذا...

قراءة المزيد

تعلم الشريعة..

في هذا الزمن الصعب، إذا كان من نصيحة في التعلم والقراءة.. فتعلم دينك أولًا، قبل أن تسترسل في عالم الأفكار.. لماذا؟! لأن حياتك قصيرة جدًا، حياتك الحقيقية في الآخرة، ثمرة الدنيا؛ العمل للآخرة.. والعمل مفتاحه العلم بالشريعة، قال تعالى: {ليبلوكُمْ أيكم أحسنُ عملا}؛ أي أخلصه وأصوبه! تعلم الشريعة من...

قراءة المزيد

الانغماس في حياة الغرب

الانغماس في حياة الغرب لاسيما المتعصب ضد الإسلام؛ كارثي بجميع المقاييس! تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا بريءٌ من كل مسلمٍ يُقيم بين أظْهر المشركين».. في أحد وجوه تأويل الحديث أن المقصود ضمان دينه.. أي أن يَأمن على دينه، كأنه أعان أسباب الخذلان على نفسه بمقامه بينهم! فبقدر ما تنغمس فيهم...

قراءة المزيد

معجزة النبي صلى الله عليه وسلم

كلما ثار التنازع بين الناس حول قضاياهم ووقائعهم وتصوراتهم حول الأشياء والأحداث والناس؛ تذكرت النبي صلى الله عليه وسلم.. لك أن تتصور عظمة النبي صلى الله عليه وسلم، وقوة عزمه، وقدْر ما فعله في جمع أُمة المسلمين، وتوحيدها على كلمة واحدة؟! لك أن تتخيل كيف جعلها بعد تمنُّعها؛ موَّحِّدة؟! وبعد تشرذمها؛...

قراءة المزيد

سؤال الرحمة

من الأشياء المثيرة للانتباه مع كل وفاة يتنازع فيها الناس حول "الترحم" على المتوفى؛ مركزية "قيمة الرحمة" عند الناس الناس أسيرة لفكرة الرحمة، عندها تعلق غير طبيعي بوجود رب رحيم.. التَقي والعاصي، المُطيع والمُتهاون، المُحسن والمُسيء.. لديهم هذا الخوف الفطري من الجزاء الأخروي! هذا النزوع الفطري لقيمة...

قراءة المزيد

من قال هَلك الناس؛ فهو أهلَكُهُم

من الأحاديث العظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم: "من قال هَلك الناس؛ فهو أهلَكُهُم"، أو "أهلَكَهُم".. أي هو أشدهم هلاكًا، أو هو أوقعهم في الهلاك! ذَم النبي صلى الله عليه وسلم تقبيح الناس؛ لأن من اليأس من رحمة الله؛ صد الناس عن الرجوع إليه.. ولأنه لا يعلم أحد سر الله في خلقه، فلا يزال في الزوايا خبايا...

قراءة المزيد

مُسلمة إيمانية قرآنية في جدلية الرجل والمرأة

ثمة مُسَلَّمة "إيمانية قرآنية" في جدلية "الرجل والمرأة".. لا يستطيع أحد أن يمضي في دين الله أو يتعرف على دين الله إلا بعد التسليم بها.. وهي قول الله تعالى: {بما فَضَّل الله}! مُسَلَّمة ثقيلة على النفس، لكنها فرع عن إقرار الإنسان بضعفه وقصوره، وسائر صفات نقصه البشري أمام كمال صفات الله عز وجل؛ علمه...

قراءة المزيد

النسوية، وسؤال “هل الفقه ذكوري؟!”

في مقالها المعنون "ذكورية الفقه الإسلامي: مكابرة في غير مكانها" تقول إحدى الكاتبات المشهورات!: "إنّ من المستحيل تخيّل عدم وجود انحياز جنسي ما، في أي علم متعلق بقضايا اجتماعية، عندما يسيطر على هذا العلم جنس واحد فقط… الانحياز الذكوري في الفقه بات يشكل نقطة ضعف كبيرة، تتهدد المنظومة الفكرية للإسلام...

قراءة المزيد

العزة الموءودة.. والدين

كم هو مخجل ومنحط أن يُساوَم الضعيف على عزته! هذه نتيجة أن تمتلئ النفوس بالخوف، فلا يدع أي مساحة في نفوسنا ليسكنها الغضب، فنحتاج لوقت للتفكير نغضب أم لا نغضب أم ننتظر حتى يغضب غيرنا ليتحرك الغضب داخلنا؟! خاصة في مجتمع "الفردانية" التي يسود فيها شعار "أنا مالي"! العزة الموءودة أثر من آثار البعد عن...

قراءة المزيد

الزواج المبكر: لماذا يُستحب ولا يعارضه الدين؟!

كل حين تُفاجئنا قناة +AJ ببرنامج جديد ووجه إعلامي جديد؛ يُشكك في النظام الاجتماعي في الإسلام، حتى باتت القناة مفرخة وماكينة إنتاج وترميز للمُتكلفين المتصنعين ثُقلاء الدم المتحفزين ضد الدين وحلاله ومحرماته، توظف الكوميديا، أو بالأصح؛ الاستظراف مع كثير من الابتذال والسخافة، في موضوعات اجتماعية مهمة؛...

قراءة المزيد

لماذا القوامة؟!

"قَوّامونَ".. هذا لفظ قرآني.. لتفهمه؛ تخيل معي هذا المثال: تخيل أنك إنسان مهم لدى رئيس أو ملك ما عظيم، المتصور أن تكون محلًا لاهتمامه فيأمر أخص موظفيه وأتباعه بالعناية بك، ولن يتم ذلك إلا بأن يكون هذا المكلف جديرًا كفأً مُنح قدرة القيام بواجبات هذه الرعاية. ولله المثل الأعلى.. القوامة في حقيقتها...

قراءة المزيد

لماذا تسقط الحضانة عن الأم إذا تزوجت؟!

الحضانة مثلها مثل أي حكم شرعي في نظام الشريعة؛ لها فلسفة اجتماعية مهمة مرتبطة بزيادة التماسك الاجتماعي في الأُمة، بل في أمور الزواج والطلاق والنفقة والحضانة هذه العلة أوفر وتأكيد التماسك أظهر.. الحضانة مبنية على الشفقة والصبر على تربية الصغير، ولذلك يُقدم في الحضانة الأقرب فالأقرب لوفور شفقته كلما...

قراءة المزيد

حاكمية المعيار الغربي

لن تفهم كيف يمكن قبول فكرة أن يتحول سلوك ما شاذ أو غريب لمعيار في ثقافتك؛ بعيدًا عن فكرة حاكمية الذوق الغربي عند إبراهيم السكران أو فكرة المغلوب مولع بثقافة الغالب عند ابن خلدون، أو فكرة الخضوع النفسي للنموذج المهيمن عند المسيري.. كل هذه الأفكار تصب في نتيجة واحدة؛ أن يصير سلوك الآخر معيار بطريقة...

قراءة المزيد

لماذا حرم الإسلام الربا؟ ولماذا للفوائد نفس الحكم؟

معظم محرمات الشريعة لها فلسفة اجتماعية مهمة، مثلًا تحريم الربا - وسنفهم من العلة أن التحريم منطبق تمامًا على الفائدة بكل أنواعها وأشكالها - مرتبط بأن "القرض" فكرة اجتماعية بالأساس، أي أداة أباحها الشرع (وحث عليها) لتحل مشاكل الناس فيما بينهم، وترفع الحرج عنهم، وتدفعهم عن الحرام. باختصار هو نظام...

قراءة المزيد

تعدد الزوجات.. لماذا؟!

الفزع الحاصل تجاه قضية تعدد الزوجات يرجع إلى الفردية الغالبة التي سيطرت على المجتمع لدرجة أن يعتبر الزنا أقل بغضًا من تعدد الزوجات! الإسلام يرفض تمامًا الإقصاء الاجتماعي، ولا يدع أي فرصة للحد منه ولزيادة التماسك الاجتماعي والروابط الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية والمسئوليات الاجتماعية؛ إلا دعا...

قراءة المزيد

حسن حنفي، وحرب العصابات

في التسعينيّات تمايزت تيارات الفلسفة في كلية الآداب ما بين: تيار علماني، وتيار إلحادي، وتيار ثالث ضعيف التأثير يمكن اعتباره إصلاحيًا (فلا يوجد إسلامي), كان حسن حنفي رمزًا في التيارات الثلاثة! إذ كان شديد التناقض مع نفسه، حتى قال عنه جورج طرابيشي فيما معناه: "كفانا حنفي الرد عليه، لقد تكفل  بالرد...

قراءة المزيد

من أسرار القرآن المُجربة..

من أسرار القرآن العجيبة المجربة أنك لا تقرأ آياته في أي حال كنتَ إلا وجدته طيعًا لك كأنه أُنزل إليك.. يُسَكنك، ويداويك، ويعظك، ويذكرك، ويمنيك، كأنه نبي أرسل إليك، وأوحي إليه بأسرار قلبك وخفايا نفسك.. ويكأن القرآن في طوله وعرضه لا يرى غيرك ولا غير ما أنت فيه حال تدبرك له! انظر مثلًا لغضب المسلمين...

قراءة المزيد

الدعاء وفطرة الإيمان

تعلق الناس بالدعاء مهيب وكاشف، الإنسان بسيط، وفطرته لا تثق إلا بالله وتوقن بأن تفريج الكروب وكشف الهموم ليس إلا بيديه، تشده الشدائد للأوبة إليه سبحانه شدًا، ويعرف في قرارة نفسه أنه مخلوق ضعيف عاجز لا يملك من أمره شيئًا! سر التعلق بالدعاء عجيب، ومرده - في ظني - لعلاقة "الخلق" بين الإنسان وربه، هذه...

قراءة المزيد

لماذا يحل زواج المسلم من الكتابية لا العكس؟!

في كل نظام اجتماعي في العالم توجد قاعدة أساسية هي حفظ النظام الاجتماعي أو تماسك النظام الاجتماعي، كل تشريع كل قانون في أي نظام اجتماعي يجب أن يخدم هذه القاعدة، سواء كانت دولة قانون أو دين أو أعراف، وإلا انهار النظام الاجتماعي المشكل للدولة كليةً! الشريعة تعتبر من أدق النظم التي كفلت تطبيق هذه...

قراءة المزيد

القوانين: بيت العنكبوت، والحشرات الصغيرة!

ثمة مثل إنجليزي شهير يقول: "القوانين كبيت العنكبوت؛ تقع فيه الحشرات الصغيرة وتعصف به الطيور الكبيرة"! هذا هو الفرق الأساسي بين الدولة الحديثة ودولة الشريعة؛ أن الفرد يعلم مسبقًا أن بشرًا مثله هو من صنع القانون، فهيبة القانون من هيبة من صنعه، وقيمته من قيمة من وضعه، فإذا كانت هيبته وقوته بسبب أن من...

قراءة المزيد

ابن تيمية

لا أُبالغ إن قلت إن ابن تيمية كان نعمةً للناس وبركة لحياتهم وعافية.. التيسير الذي أوجده ابن تيمية في حياة الناس والتّخفيف عليهم؛ من الصعب فعلًا تصوره.. لك أن تعلم أنه هو من أفتى: باعتبار طلاق الثلاث بلفظ واحد طلقة واحدة ولو فرقت، اعتبار اليمين مُكفرة لمن حلف بالطلاق، قصر الصلاة في كل ما يُسمى...

قراءة المزيد

تثمين المشاركة الاجتماعية بين القانون والشريعة

من جهة أخرى، القوانين تحاسب كل من له علاقة بأي جريمة؛ بنفس نوع عقوبة الجريمة أو قريبًا منها، فمن ساعد بأي مساعدة، من حرض، من أخفى متهم، من أخفى معلومات وضلل، من شارك بأي مشاركة يعاقب كما الجاني، هذا في الغالب الأعم من الحالات. في المقابل: هل لو شارك أي مشاركة اجتماعية إيجابية، سينتفع من الدولة...

قراءة المزيد

هل تنتقص الشريعة من المرأة؟!

تناول موضوع المساواة بين الرجل والمرأة ، بوصف الإسلام ينتقص من المرأة؛ لا يَنُمّ إلا عن سطحية وخفة وجهل مركب! لأن التسوية بين المرأة والرجل لا تقوم إلا حين تناسب التسوية فطرة مشتركة، فإذا انتفى الاشتراك انتفت التسوية، وهو عين ما أقره الشرع .. ولأجل ذلك خفف  عنها في الأحكام التعبدية ما لم يُخففه...

قراءة المزيد

التفسير القرآني للتاريخ

الفارق بين التفسير القرآني للتاريخ، وتفسيرنا للتاريخ.. أن القرآن: * يصف الأحداث كما هي دون تزيين أو تحوير.. فيُسمي النفاق نفاقًا والفتنة فتنةً والهزيمة هزيمة، ويُحدد الأسباب ويبني النتائج ويُعين المسئولين، بوضوح تام دون أي تبرير أو تحريف أو تزييف. * لا يعني كثيرًا بالمستقبل الدنيوي، بقدر ما يعني...

قراءة المزيد

هود: المفاصلة، المقاومة، الاستقواء بالطاعة

حَكَت سورة هود قصص عدد من الأنبياء أَيَّدهم الله وأصحابهم بالنجاة والنصر.. وفي نهايتها وردت ثلاث آيات متتاليات هي: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا .." "وأقم الصلاة طرفي النهار وزُلفًا من الليل... واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين" "فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقيةٍ ينهون عن الفساد .." ختمها...

قراءة المزيد

الأخذ بالأسباب

الدعامة الرئيسية التي يقوم عليها كل تغيير هي الأخذ بالأسباب، والأخذ المُراد هو الأخذ الحقيقي، لا الاعتقاد المُجرد بالأخذ! من أهم الأزمات التي وقعنا فيها، أننا لم نتجاوز في علاقتنا بالأسباب معنى الاعتقاد المجرد (كضد للاعتقاد المادي في الأسباب ذاتها) على حساب ترسيخ الأخذ نفسه في الأُمة.. ولو تأملت،...

قراءة المزيد

الذنب، وإلف الذنب

أكثر ما يُؤلم في استثقال التوبة وضعف الشعور بالندم وقلة الاستغفار؛ أن تعلم أنه قد أصبح لديك ما يكفي من القوة لاعتياد الخطأ وإلف الذنب! وأقبح من الذنب؛ اعتياده، ومع تعود الذنب يصير الإنسان عُرضة لخطرين: الأول: أن يصبح الداعي للذنب ليس للشهوة واللذة التي كان يجدها الإنسان، إنما مجرد عدم القدرة على...

قراءة المزيد

زمن صنع السفينة!

ما بين {وأُوحي إلى نوح أنه لن يُؤمن من قومك إلا من قد آمن} و {اركبوا فيها بسم الله مَجراها ومُرساها}..؛ زمن صنع السفينة، حين جاء الأمر لنوح "واصنع الفُلك"! لم يستغرب نوح الأمر أو يتبرم منه أو يرتاب فيه فيقول: أي سفينة أصنع وأنا لست نجارًا؟!  أي سفينة أصنع في هذا الموضع البعيد عن الماء؟!  أين يارب...

قراءة المزيد

المستضعفون والمستكبرون

على الرغم من أن المستضعفين يقفون على طرف نقيض من المستكبرين، لكن في الحقيقة هما - في الغالب - نتاج خلل معايري واحد لموقع الذات الإنسانية ضمن محيطها الاجتماعي! فكما أن تضخم الشعور بالقيمة عند المستكبرين هو أكثر ما يحملهم على استضعاف واحتقار الخلق .. كذلك تضخم الشعور بالضعف عند كثير من المستضعفين هو...

قراءة المزيد

خصومة العلم!

كان نصير الدين الطوسي عالِمًا فلكيًا وبيولوجيًا وكيميائيًا وفيزيائيًا وطبيبًا وفيلسوفًا، وهو الذي قام بإنشاء المرصد الفلكي في مراغة وجعل منه أول أكاديمية علمية بالمعنى الحديث جمع فيها أكثر من 400 ألف مجلد! فلما مات لعنه الكبير والصغير، ولم يُذكر إلا بِشر سيرة وأخبث سريرة.. ذلك أنه كان خائنًا...

قراءة المزيد

في أزمنة الغلبة والانكسار..

يستعظم البعض ما تمر به أُمة الإسلام من مِحنة، فيظن أنه لا سبيل لتبدل الأحوال أو تغَير الواقع بين عشية وضحاها، وهذا محض وهم، فقد مضت هذه الأُمة فيما مضت إليه في تاريخها الطويل عبر مئات المِحن والنكبات التي قد تكفي إحداها لمحوها من الوجود، أو منع صعودها ونهضتها مرةً أخرى لعشرات السنين، لكن هذا لم...

قراءة المزيد

علاقة الفرد بالدولة في الشريعة والقانون

الفارق الجوهري بين بناء الشريعة لعلاقة الفرد بالدولة، وبناء القانون علاقة الفرد بالدولة: يكمُن في أن التزاماته في دولة الإسلام وُجِّهَت للجماعة (المُجتمع) لا السُّلطة (الدولة) كما حدث في منظومة الدولة الحديثة. وترتب على هذا: (1) أن الفرد في دولة الإسلام أُجبر اجتماعيًا على الاحتفاظ بالقيم والأخلاق...

قراءة المزيد

!بغداد.. وعيد الأُم

بينما ينشغل الناسُ كلَّ عام بالاحتفال بـ "عيد الأُم" تَمرُ ذكرى الاعتداء على مدينة السلام (بغداد) في عام 2003 حين تم قصفها وقتل خيرة أبنائها ونهب ثرواتها وآثارها ومخطوطاتها. الأُم الجريحة التي ما زال جرحها يثَعَبُ دمًا، مهد الحضارات وبلد نهريّ الجنة، معبر الأنبياء وموطن أعظم الفقهاء، منبت أهل...

قراءة المزيد

إن الله ليُملي للظالم

من أبلغ ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم؛ "إن الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته"!لماذا لم يقل: "لن يُفلته"؟!لأن "لن" تُفيد النفي للمُستقبل، بخلاف "لم" التي تفيد النفي للماضي! وهنا تظهر شدة المؤاخذة، لأن "لم" تُفيد النفي المُحقق المستمر، فضلًا عن إفادتها النفي المُطلق الجازم الذي لا رجعة...

قراءة المزيد

الذليل

الذُّل ليس فيه مكرمة تُذكر، ولا محمدة تُرتجى، ولا منقبةٌ تُنال، مازال يورث كلَّ رذيلةٍ، ويُكسب كلَّ منقصٍ؛ فالذليلُ لا يجد أيَّ غضاضةٍ في الرضا بخيانة الخائنين وتصديق الكاذبين، أو نَقيصة في أن يحمد طُغيان الطغاة، ويشكر ظلم الظالمين. لا يجد أي حرج في التلبس بعار الفاسدين، أو التقرب من الفاجرين، أو...

قراءة المزيد

أسمى ما يُمكن للإنسان أن يفعله..

إن أسمى ما يُمكن للإنسان أن يفعله في حياته هو أن يُدرك الحق إدراكًا صحيحًا، وأن ينتصر له بلا مواربة أو خوف .. فالحق دائمًا في حاجةٍ إلى من يَنتصر له، والظُلم دائمًا في حاجةٍ إلى من يثور عليه، فتُرد بذلك الأمور إلى قرارها ونِصابها الصحيح ! والله عز وجل يُراقبنا وسيُحاسبنا على ما فعلناه مما لم يكن...

قراءة المزيد