وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
239 عدد المشاهدات
أحد أهم المشاعر التي أثارت حيرتي ووقفت عندها كثيرًا، خاصةً بعد وفاة أمي رحمها الله؛ شعور “الحزن”!
انظر كيف أن الحزن على يوسف ظل يستولي على مجامع قلب يعقوب عليهما السلام، لا يزول عنه ولا ينساه، بل يكبر بمرور السنين ويتعاظم بقِدم الذكرى، حتى ذهبت عينه من جريان الدمع فيها؟!
“وتولى عنهم وقال يا أسفىٰ على يوسفَ وابيضتْ عيناه من الحُزن فهو كظيم”!
وتأمل لفظة “كظيم” أي مملوء قلبه بالحزن الدفين، لا يتجرعه ولا يشكوه لأحد، إلا لله.. فرغم جلالة قدر يعقوب كنبي، ورغم معرفته حق الله ومحبته، لكن ذلك لم يُزِل خاطر الحزن عنه أو يحد منه..
وما على الأرض يومئذٍ أعرف بالله وأكرم على الله من يعقوب!
تأمل كيف يشتعلُ الحزن في القلب ولا تُطفئه الدموع؟!
حزن لفقد، حزن من خذلان، حزن من تقصير، حزن على أمنية ضائعة أو حلم ضَل، حزن على ماضٍ لم يمضِ، أو مستقبلٍ لم يحضر، أو حاضرٍ لم يكن في الحسبان..
الأحزان.. خلق الله تعالى العجيب!
أحد أهم خصائص الجنة أنه لا يدخلها “حزن” ولا يسكنها حزين، لو لم يكن في الجنة صفة حميدة إلا أنها دارٌ بلا أحزان؛ لكفت..
لله الحزانى، المتفردون في العزلة والاغتراب والاستلاب، الذين يتُوقون للفرحة؛ والحزن يَتشوق إليهم، أسرى الليل؛ الواصلون في عتمته لأرحام آلامهم، الناثرون البهجة؛ والأسى مخبوء في دواخلهم.. الذين عوضوا أحزانهم رضًا وصبرًا ورجاءً في الله..