وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
206 عدد المشاهدات

بمناسبة الجدل حول زكاة الفطر وكيفية إخراجها.. من الأمور المُلفتة للنظر في الشريعة، ومن محاسنها في قضية المال؛ تركيزها على مسألة “صرف” المال!

ستجد أن اهتمام الناس والنُظم غالبًا ما ينصب على مسألة “كسب” المال، والتشديد على أهمية أن يكون جائزًا ومشروعًا، وهذا أمر اهتمت به الشريعة أيضًا، لكن الشريعة تُضيف بُعدًا آخرًا مهمًا وتُركز عليه، وهي مسألة أين يُصرف هذا المال؟!

لعلك في زماننا هذا تُدرك عظمة هذا البُعد، حين ترى أصحاب الملايين يضيعونها في التوافه وعلى غير من يستحقها باسم “مالي وأنا حُر فيه”، في حين أغلب مشروعات المُصلحين تنهار على صخرة التمويل، أو تتسند على إراقة ماء الوجه!

فشرعية كسب المال لا تُبيح التصرف فيه دون ضابط ولا رابط!

تأمل قول الله عز وجل: “إن اللهَ اشْتَرى من المؤمنين أنفُسَهم وأموالَهم”، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “نِعْمَ المالُ الصالح للرجُلِ الصالح”، وقوله: “لا حسدَ إلا فى اثنتين رجلٌ آتاه اللهُ القرآن فهو يقوم به آناءَ الليل والنهار، ورجلٌ آتاه الله مالًا فهو يُنفق منه آناءَ الليل والنهار “، قال ابن القيم: “فجعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به”!

فسِرّ المدح في هذه النصوص هو التركيز على أهمية “صرف” المال، وأنه كما يجب أن يُؤخذ بحقه يجب أن يوضع في حقه، وكما يلزم ألا يُتجاوز في اكتسابه يلزم ألا يُتجاوز في إنفاقه!

لأن الإنسان إذا اكتسبه بحقه صار مستخلفًا في إنفاقه، فيُسأل عن إنفاقه الذي لم يكن عليه أن يُنفقه، وما لم يُنفقه في الوقت الذي كان يجب عليه أن يُنفقه!

وحين نُدرك هذه المسئولية الجليلة، حينها فقط لن نحتاج أن نُناقش مسألة مثل: المقاطعة والتبرع ونحوها من المسائل، قال أبو إسحاق السبيعي عن الصحابة: “كانوا يرون السِّعة عونًا على الدين”.

Share via
Copy link