وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
204 عدد المشاهدات

في التسعينيّات تمايزت تيارات الفلسفة في كلية الآداب ما بين: تيار علماني، وتيار إلحادي، وتيار ثالث ضعيف التأثير يمكن اعتباره إصلاحيًا (فلا يوجد إسلامي), كان حسن حنفي رمزًا في التيارات الثلاثة! إذ كان شديد التناقض مع نفسه، حتى قال عنه جورج طرابيشي فيما معناه: “كفانا حنفي الرد عليه، لقد تكفل  بالرد على نفسه، ليس في كتاب وآخر، بل ربما في نفس الكتاب ونفس الفصل ونفس الصفحة”!

وسبب ذلك أنه لم يكن يمتلك جرأة نصر أبو زيد أو تلميذه علي مبروك في التحريف والنقد والتشكيك، حتى قال حنفي: “قال أبو زيد أشياء كنت أتمنى أن أقولها ولكن ربما استخدامي آليات التخفي حال بين فهم ما أردت أن أقول، نحن مجموعة من الأفراد لو اصطادونا لتم تصفيتنا واحدًا واحدًا، فأفضل وسيلة للمواجهة هي استخدام أسلوب حرب العصابات، اضربْ واجرِ، ازرع قنابلَ موقوتةً في أماكن متعددة تنفجر وقتما تنفجر، ليس المهم الوقت، المهم أن تغير الواقع والفكر”!

فلا غرابة أن يظل حنفي يترحم على نصر أبو زيد ويأسى عليه حتى آخر حياته.  

من وجهة نظري؛ هذا هو سر التنازع الحاصل على حنفي اليوم! وليس هذا بغريب، فقديمًا سخر الماركسيون منه كما حط الإسلاميون منه، والحقيقة أنه لا يكاد يوجد فكر متماسك لحنفي، ومشروعه الذي أخرجه حُكِم عليه بالفشل والتناقض بإقرار أقرانه وتلامذته وخصومه، فلا يقدم أي قيمة فكرية متماسكة تُذكر.

أحد أهم سوءات حسن حنفي ومشكلاته في قضية الدين؛ أنه لا يخلو من النظرة العلمانية والماركسية، لذلك فهو لا يصب إلا في صالح نقد كل قيمة مقدسة في الدين بتحريفها تحريفًا فجًا، ليس التراث وتطويعه تطويعًا حداثيًا فحسب، ولا السُّنة ومحاكمتها عقلًا فقط، بل حتى الاحترام الواجب للنبي صلى الله عليه وسلم، والقرآن نفسه كذلك، ويكاد يمثل هذا النقد الفكرة المركزية في أفكاره.

Share via
Copy link