وقت القراءة أقل من دقيقة
199 عدد المشاهدات

على الرغم من أن المستضعفين يقفون على طرف نقيض من المستكبرين، لكن في الحقيقة هما – في الغالب – نتاج خلل معايري واحد لموقع الذات الإنسانية ضمن محيطها الاجتماعي!

فكما أن تضخم الشعور بالقيمة عند المستكبرين هو أكثر ما يحملهم على استضعاف واحتقار الخلق .. كذلك تضخم الشعور بالضعف عند كثير من المستضعفين هو الذي يحملهم على تقبل الهوان بتعاملهم مع من اعتقد فيهم ذلك كما لو أنهم ضعفاء فعلًا لا يملكون سبيلا، لذلك قال الله ؛ {إن الذين توفاهم الملائكةُ ظالمي أنفُسهم قالوا فيم كنتم؟! قالوا؛ كنا مُستضعفين في الأرض! قالوا؛ ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا، إلا المستضعفين من الرجال والنسأء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا}.

فكان الأصل في جزاء من ادعى الاستضعاف أنه من جزاء المستكبرين، لأنه وضع نفسه في خانة المستضعفين والأجدر ألا يكون كذلك، ولأنه قبل الذل والهوان، ورضي بالعجز والانكسار، والأهم أنه كان سببًا رئيسيًا في استكبار من استكبر بدلًا من مقاومته وقهره.

Share via
Copy link