لما بيَّن الله تعالى حال المنافقين وكيف أنهم يتربصون بالمؤمنين الضعف ليُظهروا ما هو كامن حقيقةً في صدورهم “ومن الأعرابِ من يتخذُ ما يُنفقُ مَغْرمًا ويتربصُ بكُم الدوائرَ”..
بَشَّر المؤمنين بما هو في حكم الاستهزاء والوعيد بالمنافقين بقوله: “عليهم دائرةُ السَّوءِ”.. فجعل وعيدهم “دائرةُ السَّوءِ” من جنس ما تربصوا به عباد الله الصالحين “الدوائرَ”!
فكل مال بُذل في الصد عن حق أو في تثبيت باطل مصيره الضياع ومآل صاحبه إلى الحسرة، فلا يُغلب حتى يتحسر على ذهاب ماله.. فيجمع الله عليه حسرتين، حسرة ضياع المال، ثم حسرة الانكسار “فسيُنفقونَها ثم تكونُ عليهم حَسْرةً ثم يُغلبون”!
في الأثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “جاهدوا المُنافقين، فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهِرُّوا في وجوههم فافعلوا”.