وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
310 عدد المشاهدات
“لم نرَ للمتحابين غير النكاح”.. هذا من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم وأحد أعظم أسرار النفس الإنسانية..
في شرح الطيبي للحديث يقول: “إذا أخذت المرأة بمجامع قلب الرجل؛ فنكاحها يورثه مزيد المحبة”، وجعل ابن القيم الزواج؛ ترياق العشق وأحد أهم مصارفه!
شعور المحبة أعمق المشاعر الإنسانية، التي تغير في طبيعة الإنسان، وفي إقباله على الحياة، ونشاطه وحركته وطاقته وآماله، وتزكية سائر مشاعره الإيجابية، وإقصاء أخلاقه الرديئة.. الحب سر كل خير..
ألا ترى كيف أن فَقد المُحبين؛ آباء، أمهات، أزواج، أبناء، أصحاب؛ يورث الحزن والهم والألم والزهد في العمل والملل من الحياة؟!
لكن المحبة بلا زواج؛ أمل في قلق، وإيجابية في حيرة، ونشوة مهددة بالضياع، وإقبال مخبوء فيه دواعي الفتنة، وأمنية تنتهي عما قريب إلى ألم!
تأمل كيف كان مُغيث في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يطوف خلف بريرة في المدينة ودموعه تسيلُ على لحيته رجاء ألا تفارقه، ويطلب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم عندها، فيشفع له متعجبًا من حبه وطلبه لها وبغضها وزهدها فيه!
ومنه تُدرك عظمة الإسلام حين حث على الزواج، وأمر بتيسيره، وأباح التعدد، ونهى عن الإعضال، ودعا إلى التكاثر والجِد في التربية، وجزى على ذلك كله، وجعل المودة أساس تماسك الأسرة، والأسرة أساس تماسك الأُمة وقوة الناس!
لماذا؟!
لأنه حاشا على الله تعالى أن يجعل شعورًا ما مركوزًا في الفطرة ولا يجعل له تصريفًا يناسبه، وفَضْله تعالى؛ أنه يُبارك في هذا الشعور ويُنميه بتصريفه وفق ما أمر، ثم يُجازي عليه!