آخر تحديث: ١٥ أغسطس ٢٠٢٢م
لا يُمكن الحديث عن القراءة والكتابة في عصرنا الحاضر دون التعرض لقراءة الروايات التي أضحت القراءة الحُرة الأولى بلا مُنازع، والتي أدت إلى رواج سوق الروايات بشكل كبير؛ حتى بات يُمثل ما يجاوز نصف الناتج الإجمالي من الكتب التي تصدر سنويًّا.
وهذا النوع من القراءة قد يكون من أنفع الوسائل لإزالة حالة القلق والتوتر والكآبة، كما أنه مُفيد للأعمار الصغيرة لإدخالها عالم القراءة الحُرة، وقد يكون وسيلة جيدة لتعلم اللغات الأجنبية، ولتعلم بعض أساليب الكتابة، لكن في الحقيقة كُل هذا لا ينال من أن أضرارها كبيرة إذا ما جاوزت الحد المطلوب، إذ لا يجب أن تستهلك أكثر من 10 أو 15% من وقت القراءة، فهي في الغالب لا تُثمر في فكر القارئ، ولا تُضيف للأُمة بقدر غيرها من الكتابات العلمية والفكرية والأدبية، بل إن حُمى الروايات المنتشرة اليوم قرينة على حالة الضعف الشديد التي وصلت إليها الأُمة.
فالإفراط في قراءة الروايات وكتابتها يُؤدي إلى:
أولًا: تضييع الوقت مقابل فوائد ثقافية وفكرية فعلية أقل قيمة بكثير من الوقت المُهدر.
ثانيًا: ربط القارئ تدريجيًّا بنوع محدد من القراءة، ووضع حواجز نفسية وفكرية بينه وبين الكتب العلمية والفكرية التأسيسية، التي تحتاج لجُهد وممارسة ودربة في قراءتها، ومع الوقت يصعُب استيعاب المصطلحات والتعبيرات الفكرية، وطريقة عرض الكتب العلمية، وهذا أمر مُشاهد ملموس، وقد سألتُ إحدى الفتيات التي كانت مولعة بقراءة الروايات حتى أنها كانت تقرأ نحو خمس عشرة رواية شهريًّا عن مدى قُدرتها على قراءة الكُتب الفكرية أو العلمية، فأجابت بأنها لا تُحب ولا تُفضل، ولا تستطيع أصلًا قراءة أي كتب من هذا النوع، وأنها لم تقرأ سوى الروايات، وحين حاولت قراءة مذكرة فكرية لم تتجاوز مُقدمتها.
ثالثًا: تجييش العواطف، والتأثير على واقع القارئ، وإثارة خياله فيما لا حقيقة له، بل ما لا يُمكن أن يكون حقيقة على الإطلاق في كثير من الأحيان، بما يترتب على ذلك من أزمات نفسية، وانعزال عن المجتمع وقضايا الأُمة، بل إن كثيرًا من الروايات المعاصرة بسبب تأثرها بماديات الحياة والحداثة والسيولة التي اتسم بها هذا العصر؛ تعمق شعور القارئ بالفردانية والوحدة والاغتراب والمظلومية ومشاعر غير سوية، فإذا وضعنا في الاعتبار أن جمهور الروايات هم المراهقين والشباب الغض، فسندرك حجم التشويه الذي يسببه هذا النوع من القراءات في نفوس القراء ورؤيتهم للعالم والحياة، واتخاذهم من القراءة وسيلة للهروب من الاندماج والفاعلية الواقعية بديلًا من وظيفتها الأساسية في فهم العالم والحياة وتشكيل مساحات الاحتواء والتبعية والاشتباك مع الآخرين.
رابعًا: تضييع الموارد الفكرية والثقافية المُتعلقة بالتأليف والطباعة والنشر فيما لا يُسهم فعليًّا في نهضة الأُمة علميًّا أو ثقافيًّا أو اجتماعيًّا أو اقتصاديًّا بصورة مباشرة.
خامسًا: ابتذال موهبة الكتابة، لتجرُّؤ غير المُؤهلين في الغالب على كتابة الروايات بأسلوب الحكايات والقصص، وعدم مراعاة اللغة العربية والترويج للعامية، بل وبعض الألفاظ العامية الساقطة للأسف الشديد، ومن ثمَّ إهمال الاهتمام بتنمية مهارات الكتابة الفعلية واكتساب المعارف الفكرية وبذل الجهد في الكتابات العلمية والفكرية التأسيسية، وعدم التشجيع عليها؛ لصالح الكتابات الأسهل جُهدًا وأكثر رواجًا (الروايات)، وهو أمر مشاهد ملموس في أسواق الكتب.
ولا مجال مع ما تقدم الاحتجاج بكثرة القَصص في القرآن الكريم، لأن كثرتها لم تكن إلا لعبرة ومعنى ديني شرعي، لا يتحقق في العمل الروائي، ولذلك لم يختلف أهل العلم في جواز تذكِير الناس ووعظهم بما كان من أنباء السابقين، وليس العمل الروائي على ذات الأهمية والنسق، ولو كان الأمر كذلك لمَا كره أهل العلم القَصص المُختَرع، بل روى خَبَّاب بن الأَرَتِّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا هَلَكُوا قَصُّوا»[1]، أي أخلدوا إلى القصص وتركوا العمل، فكان ذلك علامة هلاكهم.
ولم تُذكر مهنة القُصَّاص في كُتب التاريخ والتراجم والجرح والتعديل إلا في مواضع الذم والانتقاص، عن ذلك يقول مصطفى صادق الرافعي (1880: 1937م): “ولم يكن القَصصُ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؛ لاجتماع كلمة المسلمين، ولقُرب العهد من الرسالة، وإنما أُحدثت القَصص في زمن معاوية، حين كانت الفتنة بين الصحابة رضي الله عنهم، وكانت مقصورةً على الموعظة الحسنة والتذكير، وما إلى ذلك، ولم يكن القَصص في القرن الأول مرذولًا، ولم يكن يشوبه شيء إلا ما كانوا يسمونه بالعلم الأول، وهو ما يتعلق بأخبار الأُمم السالفة، ولمَّا كان القرن الثاني وقد اضطربت الفتن، وكثُر الكلام، وفشت الأكاذيب في الحديث، وفي أخبار العرب، وفي الشعر، وصار همُّ القاصِّ أن يجيء بالغرائب، ويُكثر من الرقائق؛ لأن أهل العلم انصرفوا إلى حلقات الرواية[2]، ولم يبق في حلقات القصَّاص إلا العامة وأشباههم، فمن ثمَّ ساءت المقالة فيهم، وصار القاصُّ عند أهل العلم أحمقَ مُمَخْرقًا لا يعرفونه بغير ذلك، ولمَّا نضجت العلوم في القرن الثالث ذهب القصَّاص، وخلَفَهم الوُعّاظ من المتصوفة والزُهاد، إذ كان اسم القاصّ قد أصبح لقبًا عاميًّا مُبتذلًا”[3].
وقال د. جواد علي (1907: 1987م): “والقصص مظهر من مظاهر الفكر الجاهلي، وكان شائعًا عند الجاهليين، وبعضه ملامح يمكن إرجاعها إلى عناصر أعجمية، دينية، وغير دينية، تسرب إلى الجاهليين من اتصالهم بالأعاجم، واتصال الأعاجم بهم”[4].
ولم يُعلم في تاريخ الأُمة في أي مرحلة من مراحل التاريخ أنهم كتبوا مثل هذه النوعية من الكتب، أو فضلوها، أو حثوا عليها، أما في العصر الحاضر فقد يكون لها أهمية خاصة من الناحية الأدبية أو التعليمية، لكن إذا لم تجاوز القدر المطلوب، ولم تتعد الضوابط الحاكمة.
ولأن العمر لا يتسع لقراءة كل شيء، ومن باب أولى صرفه في القراءات غير المثمرة، ولترشيد الإفراط في قراءة الروايات وإدمانها بشكل عملي واقعي يمكن تقليل الوقت المُخصص لقراءة الروايات تدريجيًّا حتى لا يتجاوز أكثر من 10 أو 15% من الوقت المُخصص للقراءة الحُرة، ولو زاد على ذلك لتحول إلى ما يُشبه إدمان المُخدرات لكن من ناحية فكرية، نعم قد يبدو هذا القول صادمًا أو مُفاجئًا بالنسبة للبعض فلا يستسيغه، لكنه حقيقي وواقعي تمامًا، تُؤيده تجارب الشباب.
كذلك يمكن تخيُّر الروايات القديمة أو التأسيسية فكريًّا أو أدبيًّا، منها: نجيب محفوظ (الشحاذ) و(الحرافيش) و(كفاح طيبة)، (حضرة المحترم)، فريد الأنصاري (آخر الفرسان) و(عودة الفرسان)، نجيب الكيلاني (الظل الأسود)، والمَنْفَلُوطي (الفضيلة) و(العبرات)، أيمن العتوم (صوت الحمير)، فيكتور هوجو (البؤساء)، تشينو أتشيبي (الأشياء تتداعى)، دوستويفيسكي (الجريمة والعقاب)، ليو تولستوي (الحرب والسلم)، هيرمان ملفيل (موبي ديك)، مارك توين (مغامرات هكلبيري فين)، جورج أورويل (1984)، وغير ذلك من الأعمال الأدبية، فرفضنا غير موَجه للروايات بشكل عام بقدر ما هو موَجه للاقتصار عليها وإدمانها، فلا شك أن الروايات من أهم أنواع التأليف في تمرير التصورات والقناعات والقيم، عبر القص والسرد، وأكثر قدرة على إيضاح الأفكار والأحكام في الجوانب الاجتماعية، إذ تصل لشرائح أوسع من الناس، فالروايات الساخرة لفولتير Voltaire (١٦٩٤: ١٧٧٨م) على سبيل المثال كانت سببًا رئيسيًا في وضع أفكار عصر التنوير موضع القبول ونشرها ورواجها بين الناس في أوروبا، لا جون لوك وتوماس هوبز وجان جاك روسو ونحوهم، لأن الرواية الجيدة ذات القيمة من المفترض أن تكون نتاج سبر أغوار العلوم أو التاريخ أو الواقع؛ عبر الخيال، ولك أن تتخيل أن رواية (الحرب والسلام) الشهيرة للروائي الروسي ليو تولستوي Leo Tolstoy (١٨٢٨: ١٩١٠م) التي ترجمت للعديد من اللغات؛ فضلًا عما تضمنته من العديد من التعبيرات والأمثال الشعبية الروسية، والمعلومات مكثفة حول الجيش الروسي الإمبراطوري، وتنظيمه وحروبه؛ تضمنت أكثر من نحو مائة وستين شخصية حقيقية، حتى قيل إن تولستوي قرأ جميع كتب التاريخ المُتاحة بالروسية والفرنسية التي تتحدث عن الحروب النابليونية، إلى جانب قراءته للرسائل والمجلات والسير الذاتية لنابليون، وعشرات الفاعلين في تلك الحروب، فضلًا عن العديد من الكتب الرئيسة المنشورة في ذلك العصر!
وثمة بعض القراءات قريبة الشبه من الروايات في الأسلوب الأدبي أو التعبيري لكنها أعمق فكريًّا وثقافيًّا وأجدر بالقراءة والاهتمام، كالكتب الأدبية التي بها خواطر وتجارب ونظرات في الحياة، مثل: كتاب (الاعتبار) للفارس الرحالة أسامة بن مُنقذ (ت 584هـ / 1188م) ولا نبالغ إذا اعتبرناه من أقدم كتب المذكرات واليوميات، سَجَّلَ فيه مؤلفه ذكرياته وتجاربه ومشاهداته في الحرب، ووصف فيه صور نادرة في البطولة والشجاعة، لأعدائه قبل أصحابه، وتحدث عن طبائع المحاربين والأجانب وأخلاقهم وعاداتهم، وذكر جملة من الوقائع الجماعية والشخصية التي مرت به أو عاناها بنفسه أو وقعت لأصدقائه وأعدائه؛ بروح الجد تارةً والدعابة أخرى، وكتاب (صيد الخاطر) لأبي الفرج الجوزي (ت 597هـ / 1203م) الذي التقط فيه كثير من الإشارات حول موضوعات مختلفة، وضمنه نظرات في النفس والناس والأشياء، كأنه يقرأ ما حوله من خلال علاقاته الاجتماعية ونشاطاته العلمية، كتبه بأسلوب بليغ يجمع بين سمة كتب المذكرات الأدبية، وسمة كتب المنثورات والفوائد الفكرية، ويبدو من لغة الكتاب وطريقة المؤلف أنه كتبه على فترات طويلة، ولم يُتمه إلا في سن متأخرة، بل لعله لم يُتم أكثره إلا في سن متأخرة، وهو مما يحتاج قراءته مرةً بعد أخرى، ولن يمل القارئ من تكرار النظر فيه.
ومنها أيضًا كتاب (من وحي القلم) لمصطفى الرافعي (1880: 1937م)، و(النظرات) للمنفلوطي (1876: 1924م)، و (كناسة الدكان) ليحيى حقي (1905: 1992م)، وغيرها.
ومن جنسها كتب الشعر والنثر، فأقل ما يتحقق من هذه النوعيات من الكتب إنماء المهارات اللغوية، واكتساب الأساليب البلاغية، وجمال التعبير عرَضًا بغير تقصُّدٍ، وزيادة السليقة على حساب التكلف، والقريحة على حساب التصنع، وكان الشاعر عبد الرحمن صدقي (1896: 1973م) يعلل جمال أسلوب الأديب إبراهيم عبد القادر المازني (1889: 1949م) بقوله: “إن المازني يحفظ كثيرًا من الشعر العربي القديم، وهو بارع في الاغتراف منه في كتابته، فيلتقط المعاني الشعرية، ويفرط عقدها، ويجعلها جزءًا من أسلوبه”، كما ذكر خير الدين الزركلي (1893: 1976م) أن المازني كان يحفظ في صباه (الكامل) للمُبَرِّد (ت 286هـ / 899م) غيبًا، وكان من القلائل الذين جمعوا ثقافة التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من أدباء مدرسة الديوان[5]، وترجم الكثير من الشعر والنثر إلى اللغة العربية، حتى قال العقاد عنه: “إنني لم أعرف فيما عرفت من ترجمات للنظم والنثر أديبًا واحدًا يفوق المازني في الترجمة من لغة إلى لغة، شعرًا ونثرًا”، وقيل: من الصعب أن يتخيل أحدٌ للمازني مهنةً غير الأدب.
ومن الكتب قريبة الشبه من الروايات في الأسلوب الأدبي، لكنها أعمق فكريًّا وثقافيًّا؛ المذكرات الذاتية التي تقف في مكان وسط بين الرواية والتاريخ والسيرة، وربما مجالها أوسع بحسب خصوصية الكاتب الثقافية والعملية، ومنها على سبيل المثال: (مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني) لعبد الحميد الثاني آخر سلاطين آل عثمان، و(هروبي إلى الحرية) و(مذكراتي) لعلي عزت بيجوفيتش الرئيس البوسني والفيلسوف الإسلامي المعروف، و(دفاع عن المدنية) للكاتب التركي فريدون قاندمير، و(شهادة العصر والتاريخ) لأنور الجندي، و(أيام من حياتي) لزينب الغزالي، و(عندما غابت الشمس) لعبد الحليم خفاجي، و(سنوات عصيبة) لمحمد عبد السلام النائب العام في عهد عبد الناصر، و(مذكرات سعد الدين الشاذلي) للفريق سعد الدين الشاذلي، و(رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر) لعبد الوهاب المسيري، وغيرها مئات الكتب.
واليوم لم تعد كتب المذكرات صنفًا واحدًا، بل منها أنواع وألوان، فمنها: حكايات الحروب، وأدب السجون، ومذكرات الساسة، وغير ذلك، وتجري مجراها كتب التجارب التي كتبت في القرون القديمة إبان ازدهار حضارة العرب والمسلمين؛ مثل (رحلة أبي بكر بن العربي)، و(التحدث بنعمة الله) للسيوطي (ت 911هـ / 1505م)، و(الفنون) لابن عقيل (ت 769هـ / 1367م)، و(الأخلاق والسير) لابن حزم (ت 456هـ / 1064م)، وهما قريبا النسق، و(طوق الحمامة) لابن حزم أيضًا، و(مصادق الجراد) للسان الدين بن الخطيب (ت 776 هـ / 1374م).
وفي النهاية ليست العبرة بكثرة القراءة، بل العبرة بالقراءة الجيدة، والتنوع في القراءة بين قراءات علمية تُبصر القارئ وتُكسبه قدرات علمية متنوعة، وفكرية تُصقل فِكره وترفع قُدراته الإبداعية، وأدبية تُنمي مهاراته اللغوية والأدبية، وفلسفية تُعمق فيه الأبعاد الإنسانية.
ــــــــــــ
* أصل المقال نُشر في موقع “ساسة بوست” الإلكتروني بتاريخ ٢٣ أغسطس ٢٠١٥م، قبل أن يتم تناوله بتوسع في كتاب (إلاقة الدواة: رؤى وأفكار حول القراءة والكتابة: الحقائق والأوهام والخرافات) في الفصل الثاني: حول القراءة.
[1] حسن: أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (٤/٨٠)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٤/٣٦١)، وعبد الحق الإشبيلي في الأحكام الكبرى (١/٣١٤) جميعهم من حديث خَبَّاب بن الأَرَت رضي الله عنه.
[2] أي رواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[3] مصطفى صادق الرافعي: تاريخ آداب العرب، دار الكتاب العربي (بيروت)، الطبعة الرابعة 1394هـ / 1974م، ج 1 ص 379: 383.
[4] جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار الساقي (بيروت)، الطبعة الرابعة 1422هـ / 2001م، ج 16 ص 5.
[5] حركة تجديدية في الأدب العربي، ظهرت في النصف الأول من القرن العشرين على يد عباس محمود العقاد وإبراهيم عبد القادر المازني وعبد الرحمن شكري، الذين كانوا متأثرين بالرومانسية في الأدب الإنجليزي، ولديهم في نفس الوقت اعتزاز شديد بالتراث العربي والثقافة العربية، سُميت بهذا الاسم تيمنًا بكتاب (الديوان في الأدب والنقد)، الذي ألفه العقاد والمازني ووضعا فيه مبادئ مدرستهم.