وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
432 عدد المشاهدات
الدعامة الرئيسية التي يقوم عليها كل تغيير هي الأخذ بالأسباب، والأخذ المُراد هو الأخذ الحقيقي، لا الاعتقاد المُجرد بالأخذ!
من أهم الأزمات التي وقعنا فيها، أننا لم نتجاوز في علاقتنا بالأسباب معنى الاعتقاد المجرد (كضد للاعتقاد المادي في الأسباب ذاتها) على حساب ترسيخ الأخذ نفسه في الأُمة..
ولو تأملت، لوجدت القرآن اعتنى كثيرًا بقضية الأخذ بالأسباب أكثر من اعتناءه بالاعتقاد فيها، وهي حكمة رئيسية من تكرار قصص الأنبياء والصالحين..
ومن أعجب ما ورد في ذلك قول الله: “إن يمسسكم قرحٌ فقد مسَّ القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس”
فتأمل بلاغة الآية، وكيف أنها ناقشت باختصار عجيب لُب سبب مُصابهم، إذ مع شدة إيمانهم وقوة حُبهم لله ورسوله لم يستحقوا النصر شأنهم شأن خصومهم من قبل، لماذا؟!
لأنهم لم يأخذوا حقيقةً بالأسباب، لأن النصر ليس حقًا إلهيًا لمن اعتقد أسبابه، بل هو حق طبيعي لمن أخذ بأسبابه، وهذا هو منطق السُّنن الإلهية في التغيير والتمكين!
لكن الأهم.. تأمل رقة الخطاب القرآني وعذوبته، فقبل أن يواجههم بهذه الحقيقة، ماذا يقول لهم؟!
“ولاتهنُوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون”.. فانظر كيف راعى القرآن انكسار قلوبهم، وكيف طيب خاطرهم، ثم بشرهم بأنه سيُرضيهم وأن العاقبة ستكون لهم إذا تمسكوا بإيمانهم ووثقوا فيه..
Share via
Copy link