ما تراه من مشاهد التوفيق العجيبة لإخواننا المجاهدين في “غزة” ما هو إلا بركة واحدة من بركات الجهاد!
خذها قاعدة أكثر بركات الجهاد وأعظمها غير محسوس.. يدفع الغم، ويُثبِّت الفؤاد، ويُزَكّي النفس، ويُحق الحق، ويُبطل الباطل، ويُذهب غيظ القلوب، وفي الحديث الصحيح: “مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر عن صيام ولا صلاة”.. لذلك كان ذروة سنامِ الإسلام، وكان مجرد طلب النفس له بصدق مبلغًا لمنازلِ الشهداء.
ولو كانت بركات الجهاد محسوسة لأقبل الناس عليه إقبالًا منقطع النظير، لكن الله أخفاها بحيث لا يُدركها إلا من تجرأت نفسه عليه.. لذلك من عجيب ما ذكره ابن القيم أن الله عز وجل أذن للمسلمين في بدر بالجهاد من غير إيجاب عليهم ليُذيقهم حلاوته، وكان أشق شيء على نفوسهم فجعله إلى اختيارهم إذنًا لا حتمًا؛ فلما ذاقوا عزه وعرفوا عواقبه الحميدة؛ أوجبه عليهم حتمًا فانقادوا له طوعًا ومحبة!
قال سُفيان بن عُيينة لابن المبارك: “إذا رأيتَ الناسَ قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور، فإن الله تعالى يقول: “لنهدينَّهُم سُبُلنا”.