“هي أشياء لا تُشترى”.. هذه الكلمة العبقرية لأمل دنقل تختصر لك كلامًا كثيرًا حول أن بعض احتياجات النفس لا تُجبر ولا تُعوض، خاصةً إذا مست المروءة أو عزة النفس أو الرضا القلبي!
حتى إن إبراهيم السكران فرج الله عنه، في كتاب “مسلكيات” حين أراد أن يختصر كلامه حول أوهام بر الوالدين، وأنه يرتبط بنوع من خاص من البذل، التي عبر بها بالقيم المعنوية (خفض الجناح) أكثر من الماديات (الحسية)؛ اختصره بعبارة دنقل فقال: “هي أشياء لا تُشترى”!
فالمروءة والكرامة والعزة والنخوة.. هذه أشياء لا يمنحها من فقدها، ولا يستدعيها تذكير ولا تعيير، مصداق قول الشاعر:
لقد أسمَعتَ لو ناديتَ حيًّا … ولكن لا حياةَ لمن تُنادي!
يُخيل إليّ دائمًا أن الآيات التي تتكرر في كتاب الله تعالى بنفس ألفاظها لها أهمية عظيمة، منها قول الله عز وجل: “إنكَ لا تُسْمِعُ الموتى ولا تسُمِعُ الصُّمَّ الدعاءَ إذا ولوْا مُدبرين”، فتأمل كيف شبههم في موت قلوبهم بأصحاب القبور!
فالكرامة التي ماتت، والعزة التي ديست؛ كيف تستجيب لنداء الأنفة والشهامة والنخوة؟!