في حديث المعراج الطويل الذي يرويه البخاري وغيره أن موسى عليه السلام لما سَلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ بكى، فقيل له: ما يُبْكيكَ؟!
قال: “أبكي لأن غُلامًا بُعِثَ بعدي يدخُلُ الجنةَ من أُمته أكثر ممن يدخُلُها من أمتي”، أي من الذين اتبعوه قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم!
قال الطيبي: “وبكاء موسى عليه السلام من رقته لقومه والشفقة عليهم، حيث لم ينتفعوا بمتابعته انتفاع أُمة الإسلام بمتابعة نبيهم”، بكى موسى بكاء الأب على ابنه من الحُزن عليه إذا حاد وضل الطريق، فشفقته بقومه كانت من شفقة الوالد بولده!
فتأمل مدى ضلال بني إسرائيل وفساد طباعهم، إذ خصهم الله تعالى بهذا النبي جليل القدر، شديد الشفقة بهم والحرص عليهم، كليم الله عز وجل، ومع ذلك ضلوا وكان منهم ما كان من الفساد والظلم والعدوان وقسوة الطبع.