بعض الناس العبرة العظيمة التي يتركها لنا بموته، لا تقل عن تلك التي قدمها في حياته، قال تعالى: “وأنْ ليس للإنسان إلا ما سعى، وأنَّ سعيَهُ سوف يُرى، ثم يُجزاه الجزاءَ الأوفى”، تأمل لفظة “الأوفى”، وهو التمام والكمال، فيدخل فيه أن يُرى أثر سعي المؤمن لنفسه يوم القيامة ويُرى للخلق في الدنيا، إبهاجًا للمؤمنين وإغمامًا لغيرهم، ولازم أن يُرى؛ أن يُجازى عنه بالذكر الحسن والدعاء، قبل أن يُجازى عنه مرةً أخرى يوم القيامة!
وحكمة ذلك كما قال الطاهر بن عاشور: “تشريف المُحسنين بِحُسن السُّمعة وانكسار المُسيئين بِسُوء الأُحدوثة”، وهو من تمام محبة الله ورضاه، ومن أظهر الدلائل على وجود رب وعلى وجود حساب في حياة أخرى.
الأثر الصالح لا يُنسى ولا يضيع ولا يزول، فأي قيمة توازي قيمة أن تعيش حياة طالت أم قصرت، ثم تموت فيتبعك الذكر الحسن وتلحقك آلاف الدعوات بالرحمة وتلتهب لأجلك المشاعر؟!
كفى بالموت واعظًا.