من أصول تربية المسلم لنفسه وأهله، وتزكية النفس في زمن الابتلاء خاصةً؛ ألا يستسهل سؤال: لمَ أمرَ ربُّنا؟، فالمؤمن يوطِّن نفسه على سؤال: بمَ أمرَ ربُّنا؟
من الحصون التي يجب أن تحفظها داخل نفسك؛ شعور أنك عبد لله عز وجل.. الذي يُرسخ هذا الشعور، ويزيد الانقياد؛ سؤال “بمَ أمرَ ربُّنا؟”، لا “لمَ أمرَ ربُّنا؟”.
لذلك من عبقرية الفقهاء قديمًا أنهم عبروا عن المسلم حين يُخاطب بأحكام الشريعة بـ “المُكلَّف” وهو المأمور بما يَشُقُّ عليه!
فهذا هو جوهر فكرة “العبودية”؛ الإمعان في تعظيم الخالق بالإمعان في الخضوع له.. وهو سر قول النبي صلى الله عليه وسلم: “حُفَّتْ الجنة بالمكاره”، قال عُبادة بن الصامت رضي الله عنه: “بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في المنشط والمكره”.. أي الشديد على النفس الذي لا تميل إليه بسهولة.