وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
264 عدد المشاهدات
من مدة حاولت أن أبحث في حكمة جعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سببًا لتفريج الكربات والهموم وخصها بما خُصت من الثواب والجزاء!
ومع الوقت أدركت أن الأمر كله مداره على “المحبة”؛ محبة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم؛ محبة لم تتكرر لأحد قبله ولا بعده، كما أخبرنا الله عز وجل..
إذا كنت تحب إنسانًا ما فمن الطبيعي أن يسرك ذكره بالخير، وأن ترجو ذلك ممن يُحيطون بك ويحبونك ويتقربون إليك..
لقد خلق الله النبي صلى الله عليه وسلم وصنعه على عينه واصطفاه اصطفاءً جديرًا بأن يكون له ما لم يكن لغيره، لا من جهة خصه بإعلاء اسم الله تعالى وإظهار دينه والعمل بشريعته فقط.. بل أيضًا من جهة المحبة واللطف والعناية التي لا توازيها محبة ولطف وعناية..
تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا وإن صاحبكُم خليل الله”.. بل قرن الله تعالى محبته بمحبته صلى الله عليه وسلم، وقرن اسمه عز وجل باسمه الشريف في الركن الأول من أركان الإسلام وجعلهما معًا سببًا في دخول الدين.
وهي محبة استتبعت إيجاب محبته صلى الله عليه وسلم على الخلق، وتعظيمه والانقياد له، فمن انقاد لإنسانٍ؛ أطاع أمره وأقبل عليه..
هذه “المحبة” هي السر في تدبير الله الأمر؛ بالصلاة على النبي، وتفريج الكرب وتيسير العُسر وإذهاب الحزن وتخفيف الألم واللُطف في الابتلاء!
فقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي “إذا يُكْفى همُّك” عبارة جامعة لكل ذلك.
ولنفس السبب، مُنع الإطراء في جانب النبي صلى الله عليه وسلم بالتوسل والاستغاثة وما شابه مما يخالف السُّنة وعمل الصحابة.. فإن الذي أوجب المحبة هو الذي نهى عن الغلو فيها لئلا يختلط مقام النبوة بمقام الألوهية، ولا تجور منزلة المحبة على منزلة الإخلاص، ولتتميز الأسباب عن مسبب الأسباب..
فلله هذه المحبة، هي أعظم محبة في الوجود، وأكرم وأرحم وأعز محبة انتفع بها الخلق.. فالمُحب؛ رب العزة، والمحبوب؛ أكرم الخلق، والأثر؛ رحمة الناس..
صلى الله على نبينا عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته..