أكمل من توكل على الله عز وجل نبينا، وهو صلى الله عليه وسلم أكمل من أخذ بالأسباب!
من القصص العجيبة التي ربما لا يُنتبه لها في أخذه بالأسباب أنه حين همَّ بدخول بيت المقدس بعدما أُسري به إليه بالبُراق؛ ربطه بالحلقة ثم دخل المسجد!
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يخف أن يفر منه وقد سخره له الذي يقول للشيء كُن فيكون جلّ في علاه.. إنما ربطه صلى الله عليه وسلم جريًا على عادته في الأخذ بالأسباب التي يسرها له.. فإيمانه العظيم بقدرة الله عز وجل التي ساقته حتى باب المقدس؛ لم تمنعه من استيفاء ما أمره الله عز وجل به من الأخذ بالأسباب.. لماذا؟!
عبرةً لأُمته..
فالإيمان بأن الله تعالى كما يُدبر الأسباب يُبطلها، وكما يُجريها يَصرفها، وكما يُيسّرها يُعسّرها؛ لا يرفع عن المؤمن العمل بها مهما كانت بسيطة.. وإن الذين ركنوا إلى ضعفهم وكسلهم قال الله فيهم: “فأولئك مأواهم جهنمُ وساءت مصيرا”!
فجوارح المؤمن تعمل وقلبه يتوكل، والأسباب ليست بقوتها بل بإيمان الذي يُحركها.