أكبر خيانة للمجاهدين والثابتين والصابرين على الحق؛ خيانتهم في الدين.. يُقدم أحدهم نفسه وما ملك لله تعالى؛ فنوالي ونُعادي نحن على غيره عز وجل!
لا يوجد في الإسلام شعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، المبدأ في الإسلام: “إن العين لتدمع وإن القلب ليجزع، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا”.. من صِدق الحُزن للمؤمنين؛ صِدق التعلق بالله عز وجل، ومن إحياء قضيتهم في الناس؛ إحياء عقيدتهم فيها.
ألا ترى كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم عند موت عمه أبي طالب جَعل يقول له: “يا عمّ، قُل: لا إله إلا الله، كلمة أشهدُ لكَ بها عند الله”، وللمرأة التي كانت تبكي عند القبر: “اتقي الله، واصبري”.. فالعقائد والشرائع تُعرف وترسخ بالبذل فيها، وبالصبر عليها عند الصدمة!
هذا الأصل يغيب عندما تغيب حقيقة وجودنا في هذه الحياة “إلا ليَعبُدُون”.. وأنه وجود مؤقت، نحن مُبتلون فيه كل بحسب قَدره، بالشدة والنعمة، بالبلاء والرخاء، ولو خُير الإنسان فيما يُبتلى فيه؛ لما ابتُلي أحد على الحقيقة، فإما تَجلُّد وشكر وإما وَهْن وكُفر، ثم نُرد للقاء الله عز وجل “ونَبْلُوكم بالشّرِّ والخيرِ فتنةً وإلينا تُرجَعون”.