وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
225 عدد المشاهدات
لا أعلم خُلقًا أكرم من “الصدق”.. صفة آسرة لا يتصف بها إلا صاحب النفس النقية.. يظل الإنسان له في القلب مهابة ومحبة حتى يتبين أنه كذاب، فلا تبقى له قيمة ولا كرامة.
“الصدق” أصل البر.. وتأمل كيف أن الله تعالى لما سمى الأنبياء سماهم “الصادقين” وحين مدح الصحابة مدحهم بالصدق..
من أجمل ما كتبه الغزالي، أنه جعل من مراتب الصدق، فوق الصدق في القول وفي النية والإرادة؛ الصدق في العزم، والصدق في الوفاء بالعزم!
فالصدق في العزم؛ أي في اكتساب قوة الفعل.. والصدق في الوفاء بالعزم: أي في تحقيق الفعل.. إذ لا مشقة في القول ولا مشقة في النية ولا مشقة في الوعد والعزم..
فكأنه جعل أعلى الصدق؛ الصدق في الصدق!
وانظر كيف كان الوفاء؛ أثرًا من آثار الصدق؟!
ولذلك قرن النبي صلى الله عليه وسلم بين الكذب والخيانة وخلف الوعد، فجعلها معًا من صفات المنافق..
لله الصادقون المتفردون بصدقهم، في النية والوعد والعزم والوفاء، الذين صَدَقوا رغم الخيبات والشدائد والهزائم، الذين أبت نفوسهم الانتصار أو الاستمرار أو النجاة بالكذب والغش والخديعة، الذين صَدَقوا في الوفاء فخانهم الوفاء.. ثم هم مع كل ذلك، رغم كل ذلك؛ لم يبيعوا الصدق بأغلى ثمن.