لا يمكن تستوعب أحداث “غزة” الأخيرة التي تجري بعيدًا عن العهود الربانية وانعكاساتها في النفس الإنسانية، وهذا أهم ما يُميز نظرتكَ للأمور باعتبارك “مسلمًا”.
مثلًا، من يُنضالون في صف هذه القضية الفلسطينية، لا يمكن أن تفهم جيدًا هذا التمييز والتمحيص بعيدًا عن فكرة “اصطفاء” الله عز وجل وتزكيته للمؤمنين، فمن نال الشهادة؛ ليس كمن اجتهد لينالها؛ ليس كمن استعد لينالها؛ ليس كمن أعانهم ودعا لهم؛ لا كغيرهم!
فنُصرتك لله ولإخوانك ليس “شطارة” ولا “نباهة” ولا أفضلية صفات، بل توفيق ونوع من الاصطفاء الرباني المستحق للشُكر!
لذلك لاحظ ماذا يقول الله عز وجل، في الذين تخلفوا تمامًا عن النُصرة، لا يذكر فقط تخلفهم، ولا عاقبة تخلفهم، بل يُنبه أكثر على أنهم لم ينصروه لأنه: “كرهَ اللهُ انبعاثَهم فثَبَّطَهم”.. فكانت النتيجة: “وقيل اقعُدوا مع القاعِدين”!
فضعف العزيمة على حقيقته؛ “حرمان“، قال ابن القيم: “من مكر مكر الله به وقطع عنه مواد توفيقه ولم يُحركه إلى مراضيه ومحابه”.