وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
258 عدد المشاهدات
ثمة ملمح مهم في خصوص أزمة أوروبا مع قطر في شأن كأس العالم هو كيف أن المال أقوى من الأفكار، وأكثر تأثيرًا منها؟!
المال يحمي الأفكار..
المال قوة..
يمكن من هذا الدرس أن تفهم شيئًا من واقعية الشريعة، حين اهتمت بـ “المال” وركزت عليه في كثير من أحكامها، وحثت على حُسن رعايته في غير آية من كتاب الله، وأن تدرك مغزى كثير من الأحكام الفقهية التي قد تبدو غريبة لك أو موضع شُبهة، مثل “سهم المؤلفة قلوبهم” في الزكاة أو “الجزية” أو “الغنائم” أو غير ذلك!
سمة مميزة للشريعة أنها عملية موافقة لفطرة الناس.. وانظر مثلًا في قول الله تعالى: “المال والبنون زينةُ الحياة الدنيا”؛ كيف قُدّم المال على البنين؟!
فالمال للمؤمن موجب للعزة وكسب الكرامة والاستغناء عن الناس، وصيانة الدين، وفرض الأفكار، ودفع الحاجة وسوء الطبع..
ولذلك لما سُئل بعض العارفين – أظن القشيري أو شيخه الدقاق – عن الغنى والفقر قال: “الغني أفضل من الفقير، لأن الغنى صفة الرب والفقر صفة العبد، وصفة الخالق أفضل من صفة المخلوق”!
وتأمل قول النبي صلى عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه: “نعم المال الصالح للعبد الصالح”.. أي نعم المُعين على الدين.. فإذا كان الغنى يُطغي فالفقر يُؤلم، الغنى فتنة والفقر فتنة، لكن المؤمن القوي خيرٌ وأحبُ إلى الله من المؤمن الضعيف.