وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
216 عدد المشاهدات
من أهم ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لتغيير طبيعة الإنسان بين زمني (الجاهلية / الإسلام)؛ تقويض كل أشكال الانتماء القائمة، وإحلال الانتساب الديني محلها في القيمة والاعتبار..
لماذا؟!
لأن طبيعة البشر أنها تميل للانتماءات الأضيق نطاقًا، فتمكين الانتماء للدين لم يكن ليتم على أكمل وجه إلا بتقويض كل الانتماءات الأضيق!
تأمل الآن مثلًا كيف نالت الانتماءات لألتراسات “الكرة”، أو الانتماءات الحزبية العقدية للفرق والجماعات، أو من باب أولى القوميات المختلفة؛ من مساحة الانتماء الأوسع للدين وتمكينه في النفوس؟!
لأن أي انتماء يُمثل في حقيقته شكل من أشكال السيادة..
بل حصل هذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حتى مع أشكال السيادة الدينية القائمة التي بدت كأنها لا تعارض الإسلام، مثل الموقف من “القِبْلَة”، فكان حدث “تغيير القبلة” حدثًا فاصلًا في إعادة بناء قداسة الكعبة ومفهوم القِبْلَة في أذهانهم، حتى يقطع الإسلام علائق الماضي تمامًا، وينفي أي احتمال للاتباع؛ ألفةً لأديان أو أسلاف أو أعراف أو عادات قديمة مهما كانت قداستها.. وعَبر القرآن عن ثقل هذا الأمر بلفظة “كَبِيرَةً” لشدة الحرج الاجتماعي الذي وقعوا فيه بالانصياع لأمر الله تعالى!
لماذا كل هذا؟!
حتى تصرف كل طاقة الانتماء النفسية في الدين؛ الفرح، الحزن، الرضا، الغضب، السعي.. إلخ، فيصير كل الهم همه، وكل العمل لأجله، تبعًا لمركزية قيمة التوحيد وحقيقة أنه الغاية الأساسية من الخلق.