من الصحابة الذين يحْسُن أن نتذكرهم في محنة “غزة”؛ أبو الدرداء رضي الله عنه.. كان فيه صفة آسرة نادرة، هي أنه كان “لا يفتُر”!
رُوِي عنه من أكثر من وجه أنه كان لا يفتُر من الدعاء لإخوانه، ولا يفتُر عن الذِّكر.. قيل له: إنك لا تفتُر عن الذِّكر، فكم تُسبح في اليوم؟ قال: “مائة ألف، إلا أن تُخطئ الأصابع”! وفي الأثر أنه كان يدعو في الصلاة لثلاثين – وفي رواية سبعين! – من إخوانه يُسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم!
ففي نفسه قوة تحمله على الملازمة وثبات العزم، لذلك كانت إحدى صفات الملائكة أنهم “لا يَفْتُرُون”، لأن الله عز وجل أودع فيهم القوة لذلك!
من كنوز الإحسان، ألا تتجاوز النفس مواضع قدمها النبيلة بخفة وسهولة، وألا يكون المسلم بليد المشاعر يأنف ثم يألف، ويأسى ثم ينسى.. المؤمن لا ينتصر في معارك الواقع إلا إذا انتصر في معارك الشعور.