سبحان الله، كلما تأملت استعراضات الأكل وكيف تحولت لمهنة، تلك التي يسمونها “فود بلوجر”..
تصورت أكثر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقومُ الساعةُ إلا على حُثالة الناس”.. الشُراح يقولون: “الحُثالة: الرديء من الشيء”!
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل “النهم” في الأكل؛ مظهرًا من مظاهر الكفر، كما في الحديث الصحيح: “يأكلُ المسلم في مِعًى واحدٍ، والكافرُ يأكلُ في سبعة أمعاء”، أي يملأ طبقات بطنه كلها من طُغيان الشهوة.. فكيف بمن جعله مهنة وسبب شهرة واسترزاق؟!
كانوا قديمًا يرون الأكل في الطريق من خوارم المروءة، كأنهم يُريدون أن إظهاره للناس – دون داع من دعوة أو جوع أو ما شابه – موجبًا للتعيير، بل قال الطيبي: “قلة الأكل من محاسن أخلاق الرجال”.. فكيف بمن تباهى به في زمن يموت فيه المسلم من الجوع؟!
فلا عجب أن يذكر القرآن طعام الآخرة، ويجعله من وجوه النعيم للمؤمنين، وفي الوقت نفسه من وجوه العذاب للكافرين، جزاء لكل منهما من جنس العمل الذي كان عليه في الدنيا.