من أسوأ تأثيرات فتنة “الحدادية”؛ تخريب نفوس الناس.. رغم إن مقصد من مقاصد الدين؛ تعمير نفس المؤمن بالسكينة!
حجم الخصومات التي يَدخلون فيها ويجرون إليها أتباعهم فوق احتمال أي نفس سوية!
إحدى النصائح العبقرية للفُضيل بن عياض، حين جاء إليه رجل يشكو إليه آخر فقال: “اعفُ عنه، فإن العفو أقربُ للتقوى”..
فقال الرجل: “لا يحتمِل قلبي العفوَ، أنتصر كما أمرني الله عز وجل”..
فقال له: “نعم؛ إن كنتَ تُحسِن أن تنتصِرَ مثلًا بمثل، وإلا فارجع إلى باب العفو؛ فإنه بابٌ واسع، من عفا وأصلح فأجره على الله”.. ثم قال هذه الجملة العبقرية:
“صاحِبُ العفو ينام الليل على فراشه، وصاحب الانتصار يقلِّب الأمور”!
المسلم يصون مشاعره عن أن تُستنزف في غير حُرمات الله وثاراته الكبرى.. فإن المشاعر تُستهلك، وهمم الانتصار تفتر، والعاقل من حفظها لوقتها.
إذا لم يكن في الانصراف عن هؤلاء الفتانين؛ من فائدة سوى صيانة نفس المسلم، فكفى والله بها نعمة.