وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
8 عدد المشاهدات

رغم أن معاني شعائر الحج يصعب على الذين نشأوا في أحضان المادية الغربية إدراك مغزاها وتقبلها نظريًا؛ إلا أن أثرها في نفوسهم يكاد لا يُمحى ولا يتكرر!

حتى أن كبار الكُتّاب والمفكرين الغربيين أفردوا فيه كتبًا ومذكرات، مثل: مراد هوفمان وزينب كوبلد ومحمد أسد وتاكيشي سوزوكي ومالكوم إكس وعبد الكريم جرمانوس وغيرهم عشرات!

تأمل مثلًا كلامهم عن رؤية الكعبة لأول مرة وكيف خطفت أبصارهم من فرط مهابتها، فلم تستطع قدم بعضهم أن تحمله من الخشوع والرهبة!

أو حنينهم المُبكي حين وطأت أقدامهم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، وحين أبصروا قبره الشريف لأول مرة فهاجت أعينهم بالبكاء بلا توقف!

أو مشاعرهم تجاه هيبة الجماعة المؤمنة وهي تُلبي بصوت واحد وكلمة واحدة “لبيك اللهم لبيك”، وشعورهم لأول مرة بمعاني الأخوة والأُمة، لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي إلا بالتقوى، رحماء بينهم!

الحج عبادة غرس الله جَلالها في القلوب، وحُبها في الفطرة، عبادة مهيبة مُلهمة لها أثر في النفس فريد لا يتكرر ولا يُمحى.. شعائر ربما لا يُدرك كثير من الناس مغزاها وحكمتها، لكنها تغسل نفوسهم غسلًا، وتُثير فيهم حنينًا وشوقًا لا مثيل له، فتُعيدهم بحال غير الذي كانوا عليه..

المغزى العظيم للحج الذي يتجسد في بعض قصة إبراهيم عليه السلام التي خُلدت في نُسك وشعائر يُعبد بها الله تعالى حتى قيام الساعة ويُتقرب إليه بها؛ يرتد كله للسمع والطاعة “وإبراهيمَ الذي وفى”..

قصة إبراهيم عليه السلام هي أعظمُ قصة أبوة وبنوة في الوجود.. لكنها على عظمتها؛ لا تساوي شيئًا في ظل حق الربوبية وما يستوجبه من التسليم!

Share via
Copy link