وقت القراءة أقل من دقيقة
124 عدد المشاهدات

خطاب الاستهزاء واللمز بالمجاهدين في “غزة” ذكرني بقول الله تعالى حكايةً عن المشركين: “وقال الذين كفروا هل نَدُلُّكم على رجُلٍ يُنبِّئُكم إذا مُزقتُم كُلّ مُمزقٍ إنكم لفي خلقٍ جديد”.. أرادوا أن يحقروا من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فنكروه بقولهم “على رجُلٍ” وهم يعلمون أن شَرفه فيهم أظهر من الشمس! كأنهم يقولون: “هذا رجل عجيب غريب يقول كلامًا عجيبًا غريبًا” فغرابة كلامه من غرابة شخصه؛ مجهول يُدلّ على مجهول!

لذلك فضحهم الله عز وجل بقوله: “وجَحَدوا بها واسْتَيْقنتْها أنفُسُهم ظُلمًا وعُلُوًّا”، أي علموا في قرارة أنفسهم أنه الحق!

فهذا الخطاب البائس، للمتصهينة العرب، الذي يلمز المقاومة؛ لا يختلف كثيرًا عن أساليب مُناصبة أعداء الملة الأُول العداء للمؤمنين الأُول.. وكما أخبرنا الله عز وجل عنه وعن حقيقته؛ أخبرنا بأنه إلى زوال مع الباطل حين يزول، وأخبرنا أنه سيكفي المؤمنين هذا الاستهزاء “إنَّا كفينَاك المُستهزِءين”، وأمرنا ألا يعوقنا عن دعوة الحق “فاصدع بما تُؤمر وأعرِض عن المُشركين”، فالإقبال شأن للمؤمن في كل ميادين المجاهدة، كما قال السعدي: “لا يعوقنه عن أمره عائق ولا تصده أقوال المتهوكين”.

Share via
Copy link