وقت القراءة أقل من دقيقة
217 عدد المشاهدات

من الأمور الملفتة للنظر في القرآن، تفصيله في أحوال الآخرة، لا للاعتبار والاتعاظ فحسب، بل أيضًا لتأكيد كمال الله عز وجل في صفاته، وعظمة دين الإسلام في قيمه!

تأمل مثلًا قول الله تعالى: {اليومَ نختمُ على أفواههم وتُكلمنا أيديهم وتشهد أرجُلُهم بما كانوا يكسبون}، فهذه الآية على قدر ما هي مرعبة، على قدر ما هي عظيمة في حق الله تعالى وحق الإسلام؛ من أوجَه الأدلة على مطلق عدل الله تعالى، وعدل الإسلام.

فالله عز وجل يعلم ماذا فعل العبد، والملائكة تشهد على ما فعل، لكن الله تعالى لا يأخذه بعلمه عنه ولا بشهادة الملائكة، بل يُجاريه على إنكاره، إذ يُخيل للنفس أن الإنكار ينفعها، فتشهد عليه يده ورجله!

فشهادة الجسد، تأكيد لمطلق كمال الله تعالى في حلمه وعدله.

ومن المثير للانتباه أنهم يسألون جلودهم: {لمَ شهدتُّم علينا}؟! يقول ابن عاشور: “يحسبون أن جُلودَهم لكونها جُزءًا منهم لا يحق لها شهادتُها عليهم، لأنها تجُرُّ العذاب إليها”.

فتُجيب جلودهم: {قالوا أنطقنا الله الذي أنطقَ كل شيء}، كأنها شهادة الشركاء على بعضهم وعتاب الشركاء لبعضهم!

آيات عجيبة، لنستيقن في قوله تعالى: {ولا يظلمُ ربكَ أحدا}.

Share via
Copy link