وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
392 عدد المشاهدات
أغاني “المهرجانات والراب“.. السمة المشتركة فيها كلها؛ نرجسية وكبر، وخسة ووضاعة، وقلة مروءة، واستهتار، وكُره، وحقد، وثبات في الفُجر، واعتزاز بالسفول..
من النتائج المخيفة التي يسببها التساهل في سماع هذه الأغاني، وتعود الشباب عليها.. أنها تزكي صراعاتهم النفسية، وتؤجج احتقانهم الداخلي واضطراباتهم الاجتماعية، وتوغر صدورهم، وتُشعل غضبهم تجاه الآخرين كل الآخرين مهما كانت قرابتهم، وتقوِّي الإحساس بشجاعة متوهمة وقدرة لا محدودة على التمتع..!
فيصبحون تربة خصبة لبذور التفكك الاجتماعي والتمرد على الأسرة، والثورة على القيم والتمرد على أحكام الدين، وربما المروق منه جملةً..
هذه ثقافة طُمست فيها الفطرة، لا يمكن أن تستقيم فيها أخلاق..
والأكثر رعبًا أنها تربط الرداءة والعُقد النفسية ومركبات النقص بمعاني دينية خطيرة؛ كالرزق والتوفيق والحفظ!
أعتقد أن سبب رواج هذه الأغاني في أوساط الشباب أنها تملأ الخواء الروحي عندهم، وتجبر هشاشتهم، وتُشعرهم بنشوة قوة متخيلة، وتُرضي انحرافاتهم النفسيه..
على أن الأصل في الإنسان هو الخواء لا الامتلاء، الضعف لا القوة.. الأصل الشعور بالحاجة؛ حاجة إلى أب، أم، أخ، صديق، زوج، زوجة، أبناء.. وقبل كل ذلك وفوق كل ذلك؛ الحاجة إلى دين..
والامتلاء يأتي من التعلق بكلام الله والافتقار إلى الله، ونتيجة العمل الحقيقي والجد والجهد..
فهذا الخواء وقود التعلق بكتاب الله والشعور بالافتقار إلى الله، والاستعانة بالله، والتصبر بالله..
تأمل قول الله تعالى: “يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله”.. لم يقل “فقراء”، بل “الفقراء” للجنس أو للاستغراق مبالغةً في شدة افتقارهم..
ومنه تفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة فإنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف”، لكثرة شهواتها وشرورها.. فكلنا مُفتقر إلى الله لا يستغني عن مدده.