وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
358 عدد المشاهدات
تركيب النفس أعجب من خلق الجسد، تركيب النفس أحد أبهر آيات وجود الله عز وجل.. ولذلك أقسم بها تعالى “ونفسٍ وما سواها” وهو لا يُقسم إلا بعظيم، فكانت في جملة العظيم الذي أقسم به في كتابه كالشمس والقمر والسماء والنجوم والقيامة..
تأمل أخلاق؛ الصدق والصبر والرضا والحلم والتواضع..، أو شعور؛ الحزن والفرح، الحب والكره، الانشراح والضيق.. إلخ، وكيف أن مردها للنفس لا للجسد، فلا تُقاس ولا تتملك وتقوى وتضعف وتتغير بتغير الإنسان وتموت بموته!
وهو سر قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما الغنى غنى النفس”
ولذلك في استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر؛ قال كثير من الشراح: “كان يستعيذ من الفقر الذي هو فقر النفس لا قلة المال”..
انظر مثلًا أخلاق الصبر والرضا، وكيف يتقلب فيها الناس ويختلفون؛ فصابر قانع راض سهل التسليم والانقياد، وساخط كاره رافض كثير الشكوى والتمرد؟!
وانظر كيف أنه لا يقدر على الصبر والرضا كل أحد؟!
لأجل ذلك جُعل “الصبر” خير عطاء يعطاه الإنسان وأوسع رزق.. في الحديث الصحيح: “ما أعطيَ أحدٌ عطاءً هو خيرٌ وأوسع من الصبر”.. لذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: “وجدنَا خير عيشنا الصبر”
لأن من لا يصبر على ما لا يقدر عليه؛ يتجرع مرارة ذلك ذلًا وتعاسةً وألمًا وشعورًا بالفقر والحرمان..
أعظمُ المنَّة..
ألا تنشغل نفسك بما لا تقدر عليه، وألا يتعلق قلبك بما لم يُكتب لك