وقت القراءة أقل من دقيقة
697 عدد المشاهدات
أُعاني من مشكلة كبيرة سببها “التعود”.. اليوم تأملتُها من جهة مناسبة “الهجرة النبوية”.. فاكتشفت كم نحن ضعفاء، نعتاد الأشياء حتى تفجعنا خسارتها، ونعتاد الناس حتى يُضنينا فقدهم وخذلانهم!
كان مصطفى السباعي يقول: “العادة تبدأ سخيفة ثم تصبح مألوفة ثم تغدو معبودة”، ويقولون: “العادة أملك” أي من اعتاد؛ امتلكه ما تعود عليه!
أيسر ما تَفعلُه أن تعتاد الأشياء والناس، وأصعب ما تتخلص منه اعتيادها.. يُؤلمك التخلص حتى لا يدعَ نعيمًا نعمْته بالتعود إلا سلبه منك عذابًا، ويكأنه قصاصٌ وانتقام!
لا شيءَ أقوى من “التعلق” في تعبيد الإنسان اختيارًا للأشياء والناس.. كل تعلق بالأشياء والناس يساوي نفوسًا هشة، كل تعلق معناه مشانق تعلق فيها رقاب القلوب، كل تعلق؛ سقم مستور في عافية العادة يتأهب للفتك بك عند أول فقدٍ ومع أول خذلان..
ذكرى الهجرة في حقيقتها تذكيرٌ بأن حياتنا في الدنيا لحظات رخيصة، لن نعبر بها لحياتنا في الآخرة إلا بكسر اعتيادنا فيها.. والافتقار الوحيد الذي إذا اعتدناه حقيقةً سيُغنينا دومًا ولن يخذلنا أبدًا هو “الله”..
اللهم قلوب الصحابة القوية، ونفوس الصحابة الصلبة..
اللهم لا تبقِ لنا عادةً إلا هونتها في نفوسنا، ولا اعتيادًا إلا كسرتَه في قلوبنا.