وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
369 عدد المشاهدات
“القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء”.. نَسب تقليب القلوب إليه تعالى إشعارًا بأنه تولى بذاته عز وجل أمر قلوبهم!
انظر، كيف أن كيف أن بعض النفوس تزوغ بعد رُشد، وبعض الناس تُخاصِم بعد وصل، وتَكره بعد حب؛ فتفجر في الخصومة، وتغدر وتخون وتحقد وتنحط في الظن والاتهام؟!
تأمل تقلب القلوب في البغض والحب، الفجر والنبل، الوضاعة والنخوة، السفالة والأصالة!
لتفهم كيف يُقلب الله القلوب، ليس في الدين ولا المعتقد فقط.. بل أكثر في الأخلاق وفي المروءة..
أعرف أخًا مضى سنوات طويلة من عمره يجمعه العلم والعمل والصداقة بأخوة له، كنت أظنه من فرط محبته لهم أنه يبذل فيهم نفسه وماله، وفي لمح البصر لم يتورع عن هتك أسرارهم والتحريض عليهم وهمزهم ولمزهم أو تعييرهم بأقبح الدعاوى؟!
فلا ذرة تقوى بقت؛ تُذَكّره ألا ينسى فضل الأخوة بينهم، ولا ذرة مروءة ظلت؛ حفظ بها سابق عهدهم!
ومنه تفهم إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله تعالى “ثبات القلب”، وقوله: “اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة فإنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف”.. فكلنا مُفتقر إلى الله لا يستغني عن مدده.. في الحديث: “مثل القلب كـ “ريشة” بأرض فلاة يقلبها الريح ظهرًا لبطن”!
Share via
Copy link