وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
390 عدد المشاهدات
من جماليات الإسلام أنه لا يكبت طاقة عندك أبدًا، كلما كَبَت شهوة؛ جعل تصريفها في مستحب تُؤجر عليه!
تأمل مثلًا؛ حين كبت شهوة اللسان وأمرك بحفظه؛ كيف أتاح لك صرف الرغبة المحمومة في إطلاق لسانك؛ باستحضار معية الله؟!
إذا أغضبك أمر: “حسبنا الله ونعم الوكيل”
وإذا حزبك أمر: “لا حول ولا قوة إلا بالله”
وإذا ساءك أمر: “إنا لله وإنا إليه راجعون”
وإذا أعجبك أمر: “سبحان الله”، “ما شاء الله”
وإذا استفحشت أمرًا: “أعوذُ بالله”
وإذا أحسن إليك أحد: “جزاك الله خيرًا”، “أحسن الله إليك”
وإذا مات أحد تعرفه: “رحمه الله وغفر له”
الإسلام دين جميل، ليس في إقامة العدل في الأرض، وتحرير الناس من عبادة كل ما سوى الله عز وجل، فحسب.. بل أكثر في إصلاح الناس؛ يُربي النفس، ويُهذب الطبع، ويقوِّم السلوك، ويُصفي الروح من الكَدَر، ويصرف كيد الشيطان، ويرسم إطارًا لرد فعلك حول الأحداث والناس؛
يرتد كله في النهاية لعلاقتك بالله وتصورك عن الله.. فتَتذكر وتُذكِّر أن الحافظ هو الله، وأن الرزاق هو الله، والمنتقم هو الله، والذي يجزي عن المعروف هو الله، والذي يحاسب الناس هو الله.. الموفق من وفقه الله، والمآل إلى الله..
حتى تصير كل ذرة فيك تتبتل بحق العبودية وتُسبِّح في أعماقك بعظمة الله، وتتحرك بأمر الله.. امتثالًا لما علَّمنا معلم الناس الخير نبينا صلى الله عليه وسلم أن نقول: “خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي لله رب العالمين”.. أي خضع وأطاع وأنقاد لله وأعرض وتورع عن كل ما يغضبه..
قال تعالى: “وتطمئن قلوبُهُم بذكر الله”.. أي تستقر وتَسكُن بمعرفته حين تُدرك وتتذكر بأن الخير كله بيد الله..