وقت القراءة 1 دقيقة واحدة
217 عدد المشاهدات

من أبلغ ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم؛ “إن الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته”
!لماذا لم يقل: “لن يُفلته”؟!
لأن “لن” تُفيد النفي للمُستقبل، بخلاف “لم” التي تفيد النفي للماضي!

وهنا تظهر شدة المؤاخذة، لأن “لم” تُفيد النفي المُحقق المستمر، فضلًا عن إفادتها النفي المُطلق الجازم الذي لا رجعة فيه، فإذا دخلت على فعل محبوب أو مكروه أفادت أنه واقع لا محالة، وإذا دخلت على ما يفيد الوعد أو الوعيد اقتضت توكيده وتثبيت معناه بلا أدنى ريب

وبهذا يكون المعنى المقصود؛
أن تأخير العذاب لا يعني رضاء الله تعالى بأفعالهم، أو عجزه عن الانتقام منهم، أو سهوه عما وقع منهم من ظلم، بل سنته عز وجل إمهال الظالم حتى تمتلئ صاعه، فرضاء الله بأفعاله ممتنع، وسهوه عن ظلمه مُحال، وعجزه عن الانتقام للمظلوم غير وارد.. إنما يُملي الله عز وجل له حتى يتمادى في غيه وجبروته ويغتر بفسقه وظلمه من مدة إمهاله له وحلمه عليه، فإنه من خذلان الله للظالم أنه يتركه زمنًا ليزداد بغيًا وظلمًا ويَسترسل في طُغيانه فلا يحسب للعواقب حسابًا، حتى إذا ظن أو ظن أتباعه أنه على الحق أو أن الله اصطفاه، أتى – من حيث لا يشعر ولا يشعرون – وعيد الله الشديد القاسي وعذابه الأليم الذي لا هوادة فيه ولا مفر منه.

Share via
Copy link